التّدريب المستمرّ بين المركزية واللامركزية تجربة الشمال

  التدريب المستمرّ بين المركزية واللامركزية

   تجربة الشمال

   د. كوكب دياب مركز الموارد طرابلس لغة عربيةمن المتفق عليه أن للتدريب المستمرّ في أثناء الخدمة في لبنان، ولا سيما في الشمال، أهمية كبيرة في مجال إعداد المعلمين وتأهيلهم، وذلك لما أحدث، ومازال، من تغيّرات وتنمية مستمرّة في جوانب مختلفة من المتدربين، من ناحية المعلومات والمهارات والخبرات والقدرات والاتجاهات ومعدّلات الأداء والأساليب وطرق العمل والسلوك, مؤدّيًا بذلك دوره في تنمية الكفاية الإنتاجية للمؤسّسة التربوية وتحسينها.

 

ولعل إلقاء نظرة سريعة على أعداد المعلمين في جميع مراحل التعليم وزيادتها المضطردة على مستوى المناطق في الشمال، إذ فاقت 9000 معلّم ومعلّمة موزّعين على مختلف الأقضية الشمالية: طرابلس، الكورة، زغرتا، المنية / الضنية، بشري، عكار، وذلك وفق بعض إحصاءات العام الدراسيّ2006/ 2007 التي قام بها مركز الموارد في طرابلس , يعطي صورة واضحة عن حجم الجهود المبذولة والمطلوبة لتحقيق هذا التدريب وفق مبدأ اللامركزية، مع ما يتطلب هذا التدريب وفق هذا المبدأ من أساليب مبتكرة ووسائل غير نمطية متنوعة تسهم في رفع الكفاءة وتحسين الأداء وتقدّمهما باستمرار, كلّ ذلك انطلاقًا من مبدأ " أن كلّ ما لا يتقدّم يتقادم".(1)

 وما استقبال دور المعلمين في هذه المناطق أكثر من أربعين دورة في شهر واحد (كانون الثاني 2008 مثلاً) إلا دليل واضح على رغبة المتدربين الكبيرة في التعرّف بكلّ جديد وتحديث خبراتهم وزيادة الأبعاد الثقافية وتنوّعها لديهم.(2) كما أنّ تزايد نسَب الحضور لمختلف الدورات التدريبية في المناطق ما كان ليتمّ في حال تطبيق مبدأ المركزية في التدريب, إذ بلغت نسبة الحضور في شهر تشرين الأول مثلاً من العام 2007/2008: 100 % في دار زغرتا ، و75% في دار القبيات، و66% في دار حرار، و65% في دار حلبا، و77% في دار سير، بالإضافة إلى 75% في دار طرابلس التي ما كانت لتتّسع لهذه النسَب في ظلّ الضغط وكثافة إقبال المتدربين عليها من المناطق القريبة منها أو البعيدة عنها.(3) والجدير بالذكر أن في منطقة طرابلس وحدها فوق 80 مدرسة وروضة رسمية يتوزّعها 2422 معلمًا حسب إحصاء 2006/2007، فكيف تتسع لأعداد أخرى إضافية، ولا سيّما إذا علمنا أن تلك المناطق  في العام نفسه كان يتقاسمها أكثر من6586 معلّمًا يتوزعون على أكثر من 274 مدرسة وروضة؟ في منطقة عكار وحدها 2362معلمًا يتوزّعون على 144 مدرسة، وفي منطقة الكورة 708 معلّمين موزّعين على 25 مدرسة، وفي زغرتا 672 معلّمًا يتوزّعون على 27 مدرسة وروضة، وفي المنية / الضنية  1615 معلمًا يتوزّعون على 71 مدرسة وروضة. وهي في تزايد مستمرّ، وذلك كلّه وفق بيان إحصائيّ في العام الدراسيّ2006/ 2007 صادر عن مركز الموارد في طرابلس.(4)

ولهذا تمّ توفير فرص التدريب المستمرّ التي تتناسب وحاجات المتدرّبين من معلمين ومربّين ومنسّقين ومشرفين، في مناطقهم، ليتمكنوا بسهولة من الالتحاق بها،كل حسب حاجته الفعلية وظروفه المختلفة، من خلال تهيئة بيئة تدريبية لكلّ هؤلاء في تلك المناطق النائية نفسها.

ومن طريق التدريب المستمرّ يستمرّ إقبال المعلمين على مراكز التدريب في المناطق ما دامت متطلبات هذه المهنة متغيرة باستمرار، وذلك بتأثير عدة عوامل، كالانفجار المعرفي المتمثل في التقدم التقني والتكنولوجي في جميع مجالات الحياة، وسهولة تدفق المعلومات من مجتمع إلى آخر. ومن ينظر إلى عدد المتدرّبين في مختلف الأقضية الشمالية بين شهر تشرين الأول من العام2007/2008 (إذ بلغ 405 متدربين بنسبة 76% من عدد المسجّلين) وشهر كانون الثاني من العام نفسه ( إذ بلغ 495 متدرّبًا بنسبة 85% من عدد المسجّلين)، يجد أنّ التدريب المستمرّ في خضمّ التحديات التي تواجه التعليم في ظلّ مجتمع المعرفة، يعدّ حاجة ملحّة في مجتمعاتنا الشمالية ومؤسساتنا التربوية، وأداة التنمية ووسيلتها التي إذا أُحسن استثمارها وتوظيفها من حيث الزمان والمكان والطريقة، تمكنت من تحقيق الكفاية المطلوبة في الأداء والإنتاج. (5)

بيان إحصائي بعدد المدرّسين في مدارس الشمال الرسمية للعام الدراسي 2006/2007 رقم (1)

القضاء

عدد المدرّسين

عدد المدارس

ملاك

تعاقد

المجموع

طرابلس

1731

691

2422

81 مدرسة من ضمنها 26 روضة

 

الكورة (كوسبا)

661

47

708

25 مدرسة من ضمنها 22 روضة

 

زغرتا

554

118

672

27 مدرسة من ضمنها 22 روضة

 

المنية-الضنية

634

981

1615

71 مدرسة من ضمنها 60 روضة

 

بشري

121

8

129

7 مدارس بينها مدرسة واحدة في مرحلة الروضة

عكار (حلبا، القبيات، حرار)

1543

1819

2362

148 مدرسة

 

البترون

542

36

578

31 مدرسة، تابعة لدار المعلمين في جونيه

المجموع العام

5244

3764

9008

359 مدرسة بدون البترون

 

 

التحوّل اللافت في مركزية التّدريب المستمرّ:

  ولمّا كان مركز الموارد في دار المعلمين والمعلمات في طرابلس يؤدي دورًا لا يستهان به في استقطاب أعداد المعلمين المتزايدة في مختلف الأقضية الشمالية، يومًا بعد يوم, وإتاحة فرص التدريب المستمرّ لهم, عمد المركز إلى:

  • الجمع في البداية بين مبدأي المركزية واللامركزية في التدريب، إذ تمّ فتح مراكز إضافية للتدريب المستمرّ في كل قضاء من الأقضية الشمالية، والتوسع في فتح مراكز فرعية في المناطق : طرابلس، الكورة (كوسبا)، زغرتا، المنية/الضنية، بشري، عكار(حلبا، القبيات، حرار)، وذلك لإتاحة الفرص التدريبية لجميع المعلمين والمعلمات في المدارس والثانويات النائية . ومن خلال هذا النمط (الجمع بين المركزية واللامركزية) يخضع التدريب لإشراف قائم على المشاركة يهدف إلى تكييف التدريب ليحقق الأهداف العامة والمحلية.
  • التخفيف من حدة المركزية بشكل يساعد في سرعة صنع القرارات وإنجاز المهامّ التدريبية، وتفعيل عمليات التفويض وتوسيع نطاقها، مما يسهم في سرعة إنجاز المهام، وتوفير منسّقين، لديهم القدرة على تحمّل المسؤولية.
  • التوجّه التدريجيّ نحو اللامركزية في التدريب مع ما تفرضه هذه من التنازل عن الصلاحيات المركزية والتقبل المؤقت لبعض التجاوزات التي تصحب زيادة مساحة استقلال الجهاز المركزي للتدريب الذي يتولّى رسم السياسات العامة للتدريب ومهامّ التخطيط والتنسيق والتقويم والمتابعة العامة، أما المراكز المحلية فتتولى العملية التنفيذية التدريبية والمتابعة المحلية.
  • تفعيل دور اللامركزية باستمرار، وذلك من خلال المشاركة في تحديد الحاجات والخطوات والأساليب اللازمة للتدريب المستمرّ في ضوء الظروف المحلية لكل مركز تدريب فرعيّ، وابتكار مداخل جديدة للعمل في هذا المجال، وإيجاد روح التنافس بين هذه المراكز  للقضاء على مشكلة البعد عن المركز الرئيس وعن مواكبة التجديد.
  •  التنسيق التام بين المركز التدريبي الأساسيّ (مركز الموارد) وسائر الدُّور في المنطقة ذاتها، حيث تمّ دعم هذه المراكز بما تحتاجه من البرامج والخطط ومستلزمات التدريب لتحقيق التنمية المطلوبة لمخرجات التدريب المستمرّ، ولمواكبة أعداد المعلمين المتزايدة والبرامج التدريبية الجديدة التي تلبي حاجاتهم الفعلية؛ بالإضافة إلى دعم هذه المراكز بالكوادر البشرية المؤهّلة للقيام بمهام التدريب المستمرّ وعملياته، أسوة بالمركز الرئيس والعمل على التنسيق في توزيع البرامج التدريبية المقترحة بين هذه المراكز وتطبيقها.
  • دعم ميزانية التدريب المستمرّ في المنطقة الرئيسة والفرعية والحرص على تخصيص ميزانية مستقلة لكل مركز تدريب لتصرف على مستلزمات التدريب وحاجات المراكز الضرورية، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التنمية المهنية  لمختلف العاملين في المؤسسات التعليمية بمختلف تخصصاتهم وطبيعة أعمالهم، رغم أن بعض مراكز التدريب الفرعية ما زالت تنقصها بعض الإمكانيات التقنية لمعظم البرامج المنفذة كما في دار المعلمين والمعلمات في حلبا على سبيل المثال...
  • العمل على تفاعل مراكز التدريب المستمرّ فيما بينها من جهة، ومع المجتمع التربوي المحليّ من جهة أخرى، وذلك عن طريق التدريب على استخدامات الكمبيوتر، واستخدام المكتبة التربوية، وقضايا البيئة، وتربية الأطفال، وعقد اللقاءات الهادفة، وإيجاد قاعدة معلومات عن مستجدات الفكر التربوي، وغيرها من القضايا التي يمكن للمركز أن يسهم بها في خدمة المدرسة والمجتمع معًا .
  • مشاركة جهاز التدريب المركزي في التخطيط للبرامج التدريبية وتصميمها وتنفيذها ومتابعة تقويمها، فالميدان التربوي بكوادره البشرية الفنية أصبح مؤهلاً للقيام بالعملية التدريبية بدءًا بتحديد الاحتياجات التدريبية وانتهاءً بتقويم البرنامج التدريبي وتطويره، بالإضافة إلى دور الجهاز المركزي للتدريب المستمرّ في التنسيق والمتابعة...

عدد المتدربين في كلّ الدور في محافظة الشمال خلال شهر كانون الثاني 2008 رقم (2)

الحاضرون (اليوم الأول)

عدد المسجّلين

عدد الدورات

الدار

16

19

1

دار زغرتا

304

361

23

دار طرابلس

76

87

7

دار حلبا

7

11

1

دار القبيات

16

20

2

دار سير الضنية

18

21

1

دار حرار

58

63

5

دار كوسبا

495 (85%)

582

40 دورة

المجموع العام

 

اللامركزية والتغيير الإيجابي:

   والجدير بالذكر أن التوجّه التدريجيّ نحو اللامركزية في التدريب المستمرّ في مركز طرابلس  قد حمل تغييرات إيجابية لعلّ أهمّها:

  • استكمال البنية الأساسية للمعرفة، وتحقيق تكافؤ الفرص في التدريب للجميع في مختلف المراحل  والمناطق ومواقع العمل والمسؤولية.
  • إعطاء الفرصة للجهة المسؤولة لتقوم بالتخطيط الاستراتيجي والمراقبة والمساءلة، ووضع معايير التقويم لعملية التدريب وتوزيع الموازنات بناء على معايير جديدة تكون المنافسة بين المناطق عاملاً مؤثراً فيها، بدلاً من الانغماس اليومي في حلّ المشكلات الفرعية.
  • السعي إلى تدريب أفضل وكفاءة أشمل، وإتاحة الفرصة أمام عدد أكبر من المعلمين المنتشرين في المناطق النائية للمشاركة في تنمية القدرات والإبداع والابتكار؛ وتوسيع قاعدة المشاركة التدريبية للمعلّمين، وتوفير فرص التدريب لجميع العاملين في مرحلة التعليم الأساسيّ وما قبله والمرحلة الثانوية، وذلك من أجل تحقيق مبدأ الجودة الشاملة في التعليم.
  • زيادة كفاءة الوحدات التدريبية، وإتاحة الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وإعطاء الفرصة لزيادة هذه الموارد بأنماط جديدة، ولا سيّما إذا أخذ  هذا التوجّه بالعلم والموضوعية.
  • الزيادة الكبيرة المتمثّلة في استيعاب عدد المتدرّبين المشاركين في الدورات التدريبية، وازدياد عدد المدارس المشاركة، وخاصة في المناطق النائية ( كمنطقة عكار مثلاً).(6)
  • العمل على زيادة الوعي لدى معظم المتدربين في نوعية الأعمال والأنشطة التدريبية.
  • تحجيم العمل بالطرائق القديمة في التدريس والتقويم وإدارة الصفّ...  أملاً في انحسارها الكامل خلال مدة زمنية معقولة.
  • تحديث المراكز الفرعية والمناطق التعليمية بما يتماشى مع متطلبات التدريب والتطوير المستمرّ.
  • رفع جودة خدمات التدريب في المراكز الفرعية، ودمجها بالتكنولوجيا, على أمل أن تنتقل إلى سائر المدارس والمناهج واستخدام جميع المعلمين والطلاب لها. 
  • استخدام الأساليب المناسبة والمتطورة التي تسمح للمتدرّبين بحرية الابتكار والإبداع وبناء القدرة على المبادرة الفردية واحترامها والتنافس الشريف، والرغبة في تدريب الذات والاستمرار في تنمية المهارات المختلفة حسب متطلبات المناهج الجديدة.
  • الوصول بالتدريب التربويّ إلى المستوى العالميّ التنافسيّ وجعله فنًّا جاذبًا للمجتمع التربويّ والتعليميّ على حدّ سواء.
  • تسهيل نقل الخبرات ودعم عمليات التجديد المستمرّة والتطوير التربوي، وهذا يؤكد أمرين هما:

أ‌- توافر الكفاءات البشرية الفنية المدرّبة التي تتميز بأدائها وحماسها للعمل في التدريب وتطوير كافة الفئات المستهدفة.

ب‌- تعزيز اللامركزية في التدريب التربوي الميداني ودعم الإبداعات التطويرية وتشجيعها .

  •  مراعاة حاجات المتدربين التدريبية الفعلية في البرامج التدريبية والعمل على تلبيتها، وهذا جعل المتدربين يقبلون على التدريب بدافع قوي باذلين المزيد من الجهد في تفاعلهم أثناء الجلسات وورَش العمل التدريبية .
  •  قدرة المتدربين على نقل ما يتدربون عليه في الورش التّدريبية إلى ميدان عملهم لإحداث التغيير والتطور التربويّ المنشود .
  •  إحداث التغيير في طبيعة الجلسات التدريبية لتكون مشاغل وورشاً تدريبية تعتمد على طرح المشكلات التي تواجه المتدرب ليقوم متعاوناً مع زملائه ومع المدرب بالتفكير في حلّها وكيفية تنفيذها، أو في جعل هذه الورش صورة حقيقية لما يجري في الواقع التربوي الذي يعمل فيه المتدرب، لتتيح له الفرص المتنوعة كي يعمل ويتدرّب بنفسه ناقلاً ما اكتسبه إلى موقع عمله بسهولة ويسر .
  • تنويع الأساليب والمهارات التدريبية وأثرها في نفوس المتدربين من ناحيتين :

أ‌- رغبتهم في التفاعل مع النشاطات التدريبية في أثناء الورش التدريبية ومشاغلها.

ب‌-  تطوير اتجاهات المتدربين وقناعاتهم نحو العملية التدريبية وأهميتها في التطوير وتحسين الأداء...

  • الاهتمام بالنمو الذاتي لكل من المدرّب والمتدرّب، إذ إن التدريب يتيح الفرص للمتدربين، واستثمارها يعتمد على المتدرب أو المدرب في تحقيق نمو ذاتي مستمرّ ومتكامل، وهذا يحقق بقاء المشتركين في العملية التدريبية على صلة بأحدث التطورات في مجال التدريب التربوي...
  • تنويع مصادر التدريب للمعلمين وتسليحهم بالخبرات والقدرات الحديثة لإيجاد أسرة تربوية قيادية قادرة على التغيير وقيادة التجدّد المستمرّ في التربية والمجتمع...
  • إمكانية تخفيف تكلفة هذا التدريب لأعداد كبيرة  من المتدربين شرط استخدام البنية الأساسية للاتصالات المتوافرة بين المركز الرئيس والمراكز الفرعية، وذلك لتقوية الاتصالات وتحسين تبادل المعلومات بين المستويات المركزية والمستويات المحلية.
  • تفعيل التدريب المعتمد على التقنيات الحديثة كجزء لا يتجزّأ من العملية التدريبية، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتدعيم العملية التدريبية.
  • رفع مستوى الأداء للمدرّبين والمتدرّبين على حدّ سواء.

 

جدول حضور الدورات التدريبية خلال شهر تشرين الأول من العام 2007/ 2008 رقم (3)

الشهر

الدار

دورات مختلفة

صعوبات تعليمية %

 

الأعداد في الدورات غير الإلزامية

الأعداد في الدورات الإلزامية

الحاضرون

المسجّلون

الحاضرون

المسجّلون

تشرين الأول

طرابلس

74.3%

85.7%

142

191

18

21

تشرين الأول

زغرتا

100%

91.3%

11

11

21

23

تشرين الأول

القبيات

75%

--

29

39

--

--

تشرين الأول

حرار

66%

--

65

98

--

--

تشرين الأول

سير

77%

--

50

65

--

--

تشرين الأول

حلبا

65%

--

27

42

--

--

تشرين الأول

كوسبا

--

97.70%

--

--

42

43

اللامركزية وجودة محتوى البرامج التدريبية:

وقد شمل التدريب المستمرّ في المناطق الفرعية الستّة برامج تدريبية عالية الجودة تتناول:

  • تنمية المهارات المعرفية والسلوكية لدى المتدربين وتزويدهم بأساليب حديثة في التدريس والتقويم وإدارة الصفّ ...  ومجالات تطبيقها. كما تناولت التركيز على مسؤولياتهم عن تطوير وتحسين وتبسيط نظم العمل، وتوفير الخدمات للمتعلمين بسهولة ويسر.
  • المشاركة الفعالة والتفكير العلمي في تشخيص الحاجات والمشكلات التي تعوق سير العمل وحلّها.
  • المشاركة الفعالة في التطوير التربوي الإبداعي، انطلاقًا من معطيات النظريات الحديثة في مجال الإشراف والتدريب والقيادة التربوية.

   بيد أن التدريب المستمرّ في الشمال، وإن كان يؤدّي دوراً لا يستهان به في إعداد المعلمين وتطوير قدراتهم، إلا أنه خضع لنمطين مختلفين من التنفيذ: النمط المركزيّ والنمط اللامركزيّ.

 

التدريب في النمط المركزيّ:

   ففي النمط المركزي خضعت مراكز التدريب المستمرّ للسلطة المركزية سيطرة تامة,  ومن أهم مزاياه الملحوظة هنا:

أ‌- تحقيق الوحدة والفاعلية في النظام التدريبيّ .

ب‌- توفير التوزيع العادل للخدمات التدريبية.

ت‌- توفير الضمان الشخصي والمهني للمدربين.

ث‌- تحقيق اقتصاد كبير في الإنفاق على التدريب.

ج‌- السرعة في التخطيط والتنفيذ واتخاذ القرارات بعيداً عن التعقيدات المكتبية.

   إلا أن في هذا النمط من التدريب عيوبًا كثيرة لعلّ أبرزها:

أ‌- انعدام أو قلّة المشاركة المحلية .

ب‌-  تشابه المخرجات التدريبية والتعليمية .

ت‌- تجاهل الفروق الفردية بين المناطق المختلفة.

ث‌- ضعف العلاقة بين المدرسة والبيئة والمجتمع.

ج‌- لا يشجع على تطبيق أفكار تربوية جديدة. 

ح‌- لا يشجع على تطبيق مبدأ الملاءمة بين الخدمات التربوية العامة وبين ظروف المناطق المحلية.

خ‌- لا يستطيع الجهاز المركزي للتدريب بحكم بعده عن المناطق المختلفة وبحكم طبيعة العمل الذي يزاوله أن يدرك بصورة واضحة المشكلات والظروف المحلية للمناطق المختلفة.

 

التّدريب في النمط اللامركزي:

أما في النمط اللامركزي فقد خضع التدريب للإشراف من جهة الإدارات المحلية، وذلك نظرًا للاتساع والتقدم السريع في المعرفة وتعدّد ميادينها، وتزايد أعداد المدارس والمعلمين، ورغبة كثير من المناطق التربوية المختلفة في عمليات الإصلاح والبناء والتطوير، مما جعل اختيار هذه الاستراتيجية أكثر إلحاحًا، ولهذا تمثّل اللامركزية الآن الاتجاه المعاصر في التدريب المستمرّ حتى أصبحت ضرورة حتمية.

وقد ركّزت خطة التدريب المناطقية في طرابلس، وما زالت، على أهمية التدريب المستمرّ في المراكز الفرعية، نظرًا إلى التحدّيات المعرفية التي يطرحها التقدم العلمي والتقني المعاصر وسرعة الحركة وطبيعتها في عصر تتقاطع فيه كافة أوجه التطور في التعليم والتدريب والعمل والإنتاج... إلا أنه بتوافر أساليب وسبل تطوير التدريب، كان لا بدّ من أخذ المبادرة في تحقيق اللامركزية لاستيعاب العدد الهائل من المعلمين، في الوقت الذي يتمّ فيه تعديل وتطوير المناهج الدراسية، ونُظم الامتحانات والتقويم، وتوفير التكنولوجيا وبنيتها الأساسية في معظم المراكز التدريبية والتعليمية.

وقد أثبتت هذه التجربة في الشمال نجاحها في كثير من المناطق التدريبية الفرعية، كما أن هذا التوجه نحو اللامركزية لا يعني إلغاء دور الجهة المركزية المسؤولة في مركز طرابلس عن تطوير التدريب وتنمية موارده، بل يشحن قدراتها على التخطيط والتنظيم والتنسيق والتقويم والمتابعة العامة والمساعدة والمساءلة...(7)

 

  1. انظر الجدول المرفق رقم(1).
  2. انظر الجدول المرفق رقم(2)
  3. انظر الجدول رقم(3).
  4. انظر الجدول المرفق رقم(1).
  5. انظر الجدول  رقم(3) والرقم (2).
  6. انظر جدول رقم (1).
  7. تمّ الرجوع في هذا الموضوع إلى ملفات ووثائق واستبيانات قام بإعدادها مركز الموارد في طرابلس، وقد أدرجت بعضها هنا للفائدة.

التّدريب المستمرّ بين المركزية واللامركزية تجربة الشمال

  التدريب المستمرّ بين المركزية واللامركزية

   تجربة الشمال

   د. كوكب دياب مركز الموارد طرابلس لغة عربيةمن المتفق عليه أن للتدريب المستمرّ في أثناء الخدمة في لبنان، ولا سيما في الشمال، أهمية كبيرة في مجال إعداد المعلمين وتأهيلهم، وذلك لما أحدث، ومازال، من تغيّرات وتنمية مستمرّة في جوانب مختلفة من المتدربين، من ناحية المعلومات والمهارات والخبرات والقدرات والاتجاهات ومعدّلات الأداء والأساليب وطرق العمل والسلوك, مؤدّيًا بذلك دوره في تنمية الكفاية الإنتاجية للمؤسّسة التربوية وتحسينها.

 

ولعل إلقاء نظرة سريعة على أعداد المعلمين في جميع مراحل التعليم وزيادتها المضطردة على مستوى المناطق في الشمال، إذ فاقت 9000 معلّم ومعلّمة موزّعين على مختلف الأقضية الشمالية: طرابلس، الكورة، زغرتا، المنية / الضنية، بشري، عكار، وذلك وفق بعض إحصاءات العام الدراسيّ2006/ 2007 التي قام بها مركز الموارد في طرابلس , يعطي صورة واضحة عن حجم الجهود المبذولة والمطلوبة لتحقيق هذا التدريب وفق مبدأ اللامركزية، مع ما يتطلب هذا التدريب وفق هذا المبدأ من أساليب مبتكرة ووسائل غير نمطية متنوعة تسهم في رفع الكفاءة وتحسين الأداء وتقدّمهما باستمرار, كلّ ذلك انطلاقًا من مبدأ " أن كلّ ما لا يتقدّم يتقادم".(1)

 وما استقبال دور المعلمين في هذه المناطق أكثر من أربعين دورة في شهر واحد (كانون الثاني 2008 مثلاً) إلا دليل واضح على رغبة المتدربين الكبيرة في التعرّف بكلّ جديد وتحديث خبراتهم وزيادة الأبعاد الثقافية وتنوّعها لديهم.(2) كما أنّ تزايد نسَب الحضور لمختلف الدورات التدريبية في المناطق ما كان ليتمّ في حال تطبيق مبدأ المركزية في التدريب, إذ بلغت نسبة الحضور في شهر تشرين الأول مثلاً من العام 2007/2008: 100 % في دار زغرتا ، و75% في دار القبيات، و66% في دار حرار، و65% في دار حلبا، و77% في دار سير، بالإضافة إلى 75% في دار طرابلس التي ما كانت لتتّسع لهذه النسَب في ظلّ الضغط وكثافة إقبال المتدربين عليها من المناطق القريبة منها أو البعيدة عنها.(3) والجدير بالذكر أن في منطقة طرابلس وحدها فوق 80 مدرسة وروضة رسمية يتوزّعها 2422 معلمًا حسب إحصاء 2006/2007، فكيف تتسع لأعداد أخرى إضافية، ولا سيّما إذا علمنا أن تلك المناطق  في العام نفسه كان يتقاسمها أكثر من6586 معلّمًا يتوزعون على أكثر من 274 مدرسة وروضة؟ في منطقة عكار وحدها 2362معلمًا يتوزّعون على 144 مدرسة، وفي منطقة الكورة 708 معلّمين موزّعين على 25 مدرسة، وفي زغرتا 672 معلّمًا يتوزّعون على 27 مدرسة وروضة، وفي المنية / الضنية  1615 معلمًا يتوزّعون على 71 مدرسة وروضة. وهي في تزايد مستمرّ، وذلك كلّه وفق بيان إحصائيّ في العام الدراسيّ2006/ 2007 صادر عن مركز الموارد في طرابلس.(4)

ولهذا تمّ توفير فرص التدريب المستمرّ التي تتناسب وحاجات المتدرّبين من معلمين ومربّين ومنسّقين ومشرفين، في مناطقهم، ليتمكنوا بسهولة من الالتحاق بها،كل حسب حاجته الفعلية وظروفه المختلفة، من خلال تهيئة بيئة تدريبية لكلّ هؤلاء في تلك المناطق النائية نفسها.

ومن طريق التدريب المستمرّ يستمرّ إقبال المعلمين على مراكز التدريب في المناطق ما دامت متطلبات هذه المهنة متغيرة باستمرار، وذلك بتأثير عدة عوامل، كالانفجار المعرفي المتمثل في التقدم التقني والتكنولوجي في جميع مجالات الحياة، وسهولة تدفق المعلومات من مجتمع إلى آخر. ومن ينظر إلى عدد المتدرّبين في مختلف الأقضية الشمالية بين شهر تشرين الأول من العام2007/2008 (إذ بلغ 405 متدربين بنسبة 76% من عدد المسجّلين) وشهر كانون الثاني من العام نفسه ( إذ بلغ 495 متدرّبًا بنسبة 85% من عدد المسجّلين)، يجد أنّ التدريب المستمرّ في خضمّ التحديات التي تواجه التعليم في ظلّ مجتمع المعرفة، يعدّ حاجة ملحّة في مجتمعاتنا الشمالية ومؤسساتنا التربوية، وأداة التنمية ووسيلتها التي إذا أُحسن استثمارها وتوظيفها من حيث الزمان والمكان والطريقة، تمكنت من تحقيق الكفاية المطلوبة في الأداء والإنتاج. (5)

بيان إحصائي بعدد المدرّسين في مدارس الشمال الرسمية للعام الدراسي 2006/2007 رقم (1)

القضاء

عدد المدرّسين

عدد المدارس

ملاك

تعاقد

المجموع

طرابلس

1731

691

2422

81 مدرسة من ضمنها 26 روضة

 

الكورة (كوسبا)

661

47

708

25 مدرسة من ضمنها 22 روضة

 

زغرتا

554

118

672

27 مدرسة من ضمنها 22 روضة

 

المنية-الضنية

634

981

1615

71 مدرسة من ضمنها 60 روضة

 

بشري

121

8

129

7 مدارس بينها مدرسة واحدة في مرحلة الروضة

عكار (حلبا، القبيات، حرار)

1543

1819

2362

148 مدرسة

 

البترون

542

36

578

31 مدرسة، تابعة لدار المعلمين في جونيه

المجموع العام

5244

3764

9008

359 مدرسة بدون البترون

 

 

التحوّل اللافت في مركزية التّدريب المستمرّ:

  ولمّا كان مركز الموارد في دار المعلمين والمعلمات في طرابلس يؤدي دورًا لا يستهان به في استقطاب أعداد المعلمين المتزايدة في مختلف الأقضية الشمالية، يومًا بعد يوم, وإتاحة فرص التدريب المستمرّ لهم, عمد المركز إلى:

  • الجمع في البداية بين مبدأي المركزية واللامركزية في التدريب، إذ تمّ فتح مراكز إضافية للتدريب المستمرّ في كل قضاء من الأقضية الشمالية، والتوسع في فتح مراكز فرعية في المناطق : طرابلس، الكورة (كوسبا)، زغرتا، المنية/الضنية، بشري، عكار(حلبا، القبيات، حرار)، وذلك لإتاحة الفرص التدريبية لجميع المعلمين والمعلمات في المدارس والثانويات النائية . ومن خلال هذا النمط (الجمع بين المركزية واللامركزية) يخضع التدريب لإشراف قائم على المشاركة يهدف إلى تكييف التدريب ليحقق الأهداف العامة والمحلية.
  • التخفيف من حدة المركزية بشكل يساعد في سرعة صنع القرارات وإنجاز المهامّ التدريبية، وتفعيل عمليات التفويض وتوسيع نطاقها، مما يسهم في سرعة إنجاز المهام، وتوفير منسّقين، لديهم القدرة على تحمّل المسؤولية.
  • التوجّه التدريجيّ نحو اللامركزية في التدريب مع ما تفرضه هذه من التنازل عن الصلاحيات المركزية والتقبل المؤقت لبعض التجاوزات التي تصحب زيادة مساحة استقلال الجهاز المركزي للتدريب الذي يتولّى رسم السياسات العامة للتدريب ومهامّ التخطيط والتنسيق والتقويم والمتابعة العامة، أما المراكز المحلية فتتولى العملية التنفيذية التدريبية والمتابعة المحلية.
  • تفعيل دور اللامركزية باستمرار، وذلك من خلال المشاركة في تحديد الحاجات والخطوات والأساليب اللازمة للتدريب المستمرّ في ضوء الظروف المحلية لكل مركز تدريب فرعيّ، وابتكار مداخل جديدة للعمل في هذا المجال، وإيجاد روح التنافس بين هذه المراكز  للقضاء على مشكلة البعد عن المركز الرئيس وعن مواكبة التجديد.
  •  التنسيق التام بين المركز التدريبي الأساسيّ (مركز الموارد) وسائر الدُّور في المنطقة ذاتها، حيث تمّ دعم هذه المراكز بما تحتاجه من البرامج والخطط ومستلزمات التدريب لتحقيق التنمية المطلوبة لمخرجات التدريب المستمرّ، ولمواكبة أعداد المعلمين المتزايدة والبرامج التدريبية الجديدة التي تلبي حاجاتهم الفعلية؛ بالإضافة إلى دعم هذه المراكز بالكوادر البشرية المؤهّلة للقيام بمهام التدريب المستمرّ وعملياته، أسوة بالمركز الرئيس والعمل على التنسيق في توزيع البرامج التدريبية المقترحة بين هذه المراكز وتطبيقها.
  • دعم ميزانية التدريب المستمرّ في المنطقة الرئيسة والفرعية والحرص على تخصيص ميزانية مستقلة لكل مركز تدريب لتصرف على مستلزمات التدريب وحاجات المراكز الضرورية، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التنمية المهنية  لمختلف العاملين في المؤسسات التعليمية بمختلف تخصصاتهم وطبيعة أعمالهم، رغم أن بعض مراكز التدريب الفرعية ما زالت تنقصها بعض الإمكانيات التقنية لمعظم البرامج المنفذة كما في دار المعلمين والمعلمات في حلبا على سبيل المثال...
  • العمل على تفاعل مراكز التدريب المستمرّ فيما بينها من جهة، ومع المجتمع التربوي المحليّ من جهة أخرى، وذلك عن طريق التدريب على استخدامات الكمبيوتر، واستخدام المكتبة التربوية، وقضايا البيئة، وتربية الأطفال، وعقد اللقاءات الهادفة، وإيجاد قاعدة معلومات عن مستجدات الفكر التربوي، وغيرها من القضايا التي يمكن للمركز أن يسهم بها في خدمة المدرسة والمجتمع معًا .
  • مشاركة جهاز التدريب المركزي في التخطيط للبرامج التدريبية وتصميمها وتنفيذها ومتابعة تقويمها، فالميدان التربوي بكوادره البشرية الفنية أصبح مؤهلاً للقيام بالعملية التدريبية بدءًا بتحديد الاحتياجات التدريبية وانتهاءً بتقويم البرنامج التدريبي وتطويره، بالإضافة إلى دور الجهاز المركزي للتدريب المستمرّ في التنسيق والمتابعة...

عدد المتدربين في كلّ الدور في محافظة الشمال خلال شهر كانون الثاني 2008 رقم (2)

الحاضرون (اليوم الأول)

عدد المسجّلين

عدد الدورات

الدار

16

19

1

دار زغرتا

304

361

23

دار طرابلس

76

87

7

دار حلبا

7

11

1

دار القبيات

16

20

2

دار سير الضنية

18

21

1

دار حرار

58

63

5

دار كوسبا

495 (85%)

582

40 دورة

المجموع العام

 

اللامركزية والتغيير الإيجابي:

   والجدير بالذكر أن التوجّه التدريجيّ نحو اللامركزية في التدريب المستمرّ في مركز طرابلس  قد حمل تغييرات إيجابية لعلّ أهمّها:

  • استكمال البنية الأساسية للمعرفة، وتحقيق تكافؤ الفرص في التدريب للجميع في مختلف المراحل  والمناطق ومواقع العمل والمسؤولية.
  • إعطاء الفرصة للجهة المسؤولة لتقوم بالتخطيط الاستراتيجي والمراقبة والمساءلة، ووضع معايير التقويم لعملية التدريب وتوزيع الموازنات بناء على معايير جديدة تكون المنافسة بين المناطق عاملاً مؤثراً فيها، بدلاً من الانغماس اليومي في حلّ المشكلات الفرعية.
  • السعي إلى تدريب أفضل وكفاءة أشمل، وإتاحة الفرصة أمام عدد أكبر من المعلمين المنتشرين في المناطق النائية للمشاركة في تنمية القدرات والإبداع والابتكار؛ وتوسيع قاعدة المشاركة التدريبية للمعلّمين، وتوفير فرص التدريب لجميع العاملين في مرحلة التعليم الأساسيّ وما قبله والمرحلة الثانوية، وذلك من أجل تحقيق مبدأ الجودة الشاملة في التعليم.
  • زيادة كفاءة الوحدات التدريبية، وإتاحة الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وإعطاء الفرصة لزيادة هذه الموارد بأنماط جديدة، ولا سيّما إذا أخذ  هذا التوجّه بالعلم والموضوعية.
  • الزيادة الكبيرة المتمثّلة في استيعاب عدد المتدرّبين المشاركين في الدورات التدريبية، وازدياد عدد المدارس المشاركة، وخاصة في المناطق النائية ( كمنطقة عكار مثلاً).(6)
  • العمل على زيادة الوعي لدى معظم المتدربين في نوعية الأعمال والأنشطة التدريبية.
  • تحجيم العمل بالطرائق القديمة في التدريس والتقويم وإدارة الصفّ...  أملاً في انحسارها الكامل خلال مدة زمنية معقولة.
  • تحديث المراكز الفرعية والمناطق التعليمية بما يتماشى مع متطلبات التدريب والتطوير المستمرّ.
  • رفع جودة خدمات التدريب في المراكز الفرعية، ودمجها بالتكنولوجيا, على أمل أن تنتقل إلى سائر المدارس والمناهج واستخدام جميع المعلمين والطلاب لها. 
  • استخدام الأساليب المناسبة والمتطورة التي تسمح للمتدرّبين بحرية الابتكار والإبداع وبناء القدرة على المبادرة الفردية واحترامها والتنافس الشريف، والرغبة في تدريب الذات والاستمرار في تنمية المهارات المختلفة حسب متطلبات المناهج الجديدة.
  • الوصول بالتدريب التربويّ إلى المستوى العالميّ التنافسيّ وجعله فنًّا جاذبًا للمجتمع التربويّ والتعليميّ على حدّ سواء.
  • تسهيل نقل الخبرات ودعم عمليات التجديد المستمرّة والتطوير التربوي، وهذا يؤكد أمرين هما:

أ‌- توافر الكفاءات البشرية الفنية المدرّبة التي تتميز بأدائها وحماسها للعمل في التدريب وتطوير كافة الفئات المستهدفة.

ب‌- تعزيز اللامركزية في التدريب التربوي الميداني ودعم الإبداعات التطويرية وتشجيعها .

  •  مراعاة حاجات المتدربين التدريبية الفعلية في البرامج التدريبية والعمل على تلبيتها، وهذا جعل المتدربين يقبلون على التدريب بدافع قوي باذلين المزيد من الجهد في تفاعلهم أثناء الجلسات وورَش العمل التدريبية .
  •  قدرة المتدربين على نقل ما يتدربون عليه في الورش التّدريبية إلى ميدان عملهم لإحداث التغيير والتطور التربويّ المنشود .
  •  إحداث التغيير في طبيعة الجلسات التدريبية لتكون مشاغل وورشاً تدريبية تعتمد على طرح المشكلات التي تواجه المتدرب ليقوم متعاوناً مع زملائه ومع المدرب بالتفكير في حلّها وكيفية تنفيذها، أو في جعل هذه الورش صورة حقيقية لما يجري في الواقع التربوي الذي يعمل فيه المتدرب، لتتيح له الفرص المتنوعة كي يعمل ويتدرّب بنفسه ناقلاً ما اكتسبه إلى موقع عمله بسهولة ويسر .
  • تنويع الأساليب والمهارات التدريبية وأثرها في نفوس المتدربين من ناحيتين :

أ‌- رغبتهم في التفاعل مع النشاطات التدريبية في أثناء الورش التدريبية ومشاغلها.

ب‌-  تطوير اتجاهات المتدربين وقناعاتهم نحو العملية التدريبية وأهميتها في التطوير وتحسين الأداء...

  • الاهتمام بالنمو الذاتي لكل من المدرّب والمتدرّب، إذ إن التدريب يتيح الفرص للمتدربين، واستثمارها يعتمد على المتدرب أو المدرب في تحقيق نمو ذاتي مستمرّ ومتكامل، وهذا يحقق بقاء المشتركين في العملية التدريبية على صلة بأحدث التطورات في مجال التدريب التربوي...
  • تنويع مصادر التدريب للمعلمين وتسليحهم بالخبرات والقدرات الحديثة لإيجاد أسرة تربوية قيادية قادرة على التغيير وقيادة التجدّد المستمرّ في التربية والمجتمع...
  • إمكانية تخفيف تكلفة هذا التدريب لأعداد كبيرة  من المتدربين شرط استخدام البنية الأساسية للاتصالات المتوافرة بين المركز الرئيس والمراكز الفرعية، وذلك لتقوية الاتصالات وتحسين تبادل المعلومات بين المستويات المركزية والمستويات المحلية.
  • تفعيل التدريب المعتمد على التقنيات الحديثة كجزء لا يتجزّأ من العملية التدريبية، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتدعيم العملية التدريبية.
  • رفع مستوى الأداء للمدرّبين والمتدرّبين على حدّ سواء.

 

جدول حضور الدورات التدريبية خلال شهر تشرين الأول من العام 2007/ 2008 رقم (3)

الشهر

الدار

دورات مختلفة

صعوبات تعليمية %

 

الأعداد في الدورات غير الإلزامية

الأعداد في الدورات الإلزامية

الحاضرون

المسجّلون

الحاضرون

المسجّلون

تشرين الأول

طرابلس

74.3%

85.7%

142

191

18

21

تشرين الأول

زغرتا

100%

91.3%

11

11

21

23

تشرين الأول

القبيات

75%

--

29

39

--

--

تشرين الأول

حرار

66%

--

65

98

--

--

تشرين الأول

سير

77%

--

50

65

--

--

تشرين الأول

حلبا

65%

--

27

42

--

--

تشرين الأول

كوسبا

--

97.70%

--

--

42

43

اللامركزية وجودة محتوى البرامج التدريبية:

وقد شمل التدريب المستمرّ في المناطق الفرعية الستّة برامج تدريبية عالية الجودة تتناول:

  • تنمية المهارات المعرفية والسلوكية لدى المتدربين وتزويدهم بأساليب حديثة في التدريس والتقويم وإدارة الصفّ ...  ومجالات تطبيقها. كما تناولت التركيز على مسؤولياتهم عن تطوير وتحسين وتبسيط نظم العمل، وتوفير الخدمات للمتعلمين بسهولة ويسر.
  • المشاركة الفعالة والتفكير العلمي في تشخيص الحاجات والمشكلات التي تعوق سير العمل وحلّها.
  • المشاركة الفعالة في التطوير التربوي الإبداعي، انطلاقًا من معطيات النظريات الحديثة في مجال الإشراف والتدريب والقيادة التربوية.

   بيد أن التدريب المستمرّ في الشمال، وإن كان يؤدّي دوراً لا يستهان به في إعداد المعلمين وتطوير قدراتهم، إلا أنه خضع لنمطين مختلفين من التنفيذ: النمط المركزيّ والنمط اللامركزيّ.

 

التدريب في النمط المركزيّ:

   ففي النمط المركزي خضعت مراكز التدريب المستمرّ للسلطة المركزية سيطرة تامة,  ومن أهم مزاياه الملحوظة هنا:

أ‌- تحقيق الوحدة والفاعلية في النظام التدريبيّ .

ب‌- توفير التوزيع العادل للخدمات التدريبية.

ت‌- توفير الضمان الشخصي والمهني للمدربين.

ث‌- تحقيق اقتصاد كبير في الإنفاق على التدريب.

ج‌- السرعة في التخطيط والتنفيذ واتخاذ القرارات بعيداً عن التعقيدات المكتبية.

   إلا أن في هذا النمط من التدريب عيوبًا كثيرة لعلّ أبرزها:

أ‌- انعدام أو قلّة المشاركة المحلية .

ب‌-  تشابه المخرجات التدريبية والتعليمية .

ت‌- تجاهل الفروق الفردية بين المناطق المختلفة.

ث‌- ضعف العلاقة بين المدرسة والبيئة والمجتمع.

ج‌- لا يشجع على تطبيق أفكار تربوية جديدة. 

ح‌- لا يشجع على تطبيق مبدأ الملاءمة بين الخدمات التربوية العامة وبين ظروف المناطق المحلية.

خ‌- لا يستطيع الجهاز المركزي للتدريب بحكم بعده عن المناطق المختلفة وبحكم طبيعة العمل الذي يزاوله أن يدرك بصورة واضحة المشكلات والظروف المحلية للمناطق المختلفة.

 

التّدريب في النمط اللامركزي:

أما في النمط اللامركزي فقد خضع التدريب للإشراف من جهة الإدارات المحلية، وذلك نظرًا للاتساع والتقدم السريع في المعرفة وتعدّد ميادينها، وتزايد أعداد المدارس والمعلمين، ورغبة كثير من المناطق التربوية المختلفة في عمليات الإصلاح والبناء والتطوير، مما جعل اختيار هذه الاستراتيجية أكثر إلحاحًا، ولهذا تمثّل اللامركزية الآن الاتجاه المعاصر في التدريب المستمرّ حتى أصبحت ضرورة حتمية.

وقد ركّزت خطة التدريب المناطقية في طرابلس، وما زالت، على أهمية التدريب المستمرّ في المراكز الفرعية، نظرًا إلى التحدّيات المعرفية التي يطرحها التقدم العلمي والتقني المعاصر وسرعة الحركة وطبيعتها في عصر تتقاطع فيه كافة أوجه التطور في التعليم والتدريب والعمل والإنتاج... إلا أنه بتوافر أساليب وسبل تطوير التدريب، كان لا بدّ من أخذ المبادرة في تحقيق اللامركزية لاستيعاب العدد الهائل من المعلمين، في الوقت الذي يتمّ فيه تعديل وتطوير المناهج الدراسية، ونُظم الامتحانات والتقويم، وتوفير التكنولوجيا وبنيتها الأساسية في معظم المراكز التدريبية والتعليمية.

وقد أثبتت هذه التجربة في الشمال نجاحها في كثير من المناطق التدريبية الفرعية، كما أن هذا التوجه نحو اللامركزية لا يعني إلغاء دور الجهة المركزية المسؤولة في مركز طرابلس عن تطوير التدريب وتنمية موارده، بل يشحن قدراتها على التخطيط والتنظيم والتنسيق والتقويم والمتابعة العامة والمساعدة والمساءلة...(7)

 

  1. انظر الجدول المرفق رقم(1).
  2. انظر الجدول المرفق رقم(2)
  3. انظر الجدول رقم(3).
  4. انظر الجدول المرفق رقم(1).
  5. انظر الجدول  رقم(3) والرقم (2).
  6. انظر جدول رقم (1).
  7. تمّ الرجوع في هذا الموضوع إلى ملفات ووثائق واستبيانات قام بإعدادها مركز الموارد في طرابلس، وقد أدرجت بعضها هنا للفائدة.

التّدريب المستمرّ بين المركزية واللامركزية تجربة الشمال

  التدريب المستمرّ بين المركزية واللامركزية

   تجربة الشمال

   د. كوكب دياب مركز الموارد طرابلس لغة عربيةمن المتفق عليه أن للتدريب المستمرّ في أثناء الخدمة في لبنان، ولا سيما في الشمال، أهمية كبيرة في مجال إعداد المعلمين وتأهيلهم، وذلك لما أحدث، ومازال، من تغيّرات وتنمية مستمرّة في جوانب مختلفة من المتدربين، من ناحية المعلومات والمهارات والخبرات والقدرات والاتجاهات ومعدّلات الأداء والأساليب وطرق العمل والسلوك, مؤدّيًا بذلك دوره في تنمية الكفاية الإنتاجية للمؤسّسة التربوية وتحسينها.

 

ولعل إلقاء نظرة سريعة على أعداد المعلمين في جميع مراحل التعليم وزيادتها المضطردة على مستوى المناطق في الشمال، إذ فاقت 9000 معلّم ومعلّمة موزّعين على مختلف الأقضية الشمالية: طرابلس، الكورة، زغرتا، المنية / الضنية، بشري، عكار، وذلك وفق بعض إحصاءات العام الدراسيّ2006/ 2007 التي قام بها مركز الموارد في طرابلس , يعطي صورة واضحة عن حجم الجهود المبذولة والمطلوبة لتحقيق هذا التدريب وفق مبدأ اللامركزية، مع ما يتطلب هذا التدريب وفق هذا المبدأ من أساليب مبتكرة ووسائل غير نمطية متنوعة تسهم في رفع الكفاءة وتحسين الأداء وتقدّمهما باستمرار, كلّ ذلك انطلاقًا من مبدأ " أن كلّ ما لا يتقدّم يتقادم".(1)

 وما استقبال دور المعلمين في هذه المناطق أكثر من أربعين دورة في شهر واحد (كانون الثاني 2008 مثلاً) إلا دليل واضح على رغبة المتدربين الكبيرة في التعرّف بكلّ جديد وتحديث خبراتهم وزيادة الأبعاد الثقافية وتنوّعها لديهم.(2) كما أنّ تزايد نسَب الحضور لمختلف الدورات التدريبية في المناطق ما كان ليتمّ في حال تطبيق مبدأ المركزية في التدريب, إذ بلغت نسبة الحضور في شهر تشرين الأول مثلاً من العام 2007/2008: 100 % في دار زغرتا ، و75% في دار القبيات، و66% في دار حرار، و65% في دار حلبا، و77% في دار سير، بالإضافة إلى 75% في دار طرابلس التي ما كانت لتتّسع لهذه النسَب في ظلّ الضغط وكثافة إقبال المتدربين عليها من المناطق القريبة منها أو البعيدة عنها.(3) والجدير بالذكر أن في منطقة طرابلس وحدها فوق 80 مدرسة وروضة رسمية يتوزّعها 2422 معلمًا حسب إحصاء 2006/2007، فكيف تتسع لأعداد أخرى إضافية، ولا سيّما إذا علمنا أن تلك المناطق  في العام نفسه كان يتقاسمها أكثر من6586 معلّمًا يتوزعون على أكثر من 274 مدرسة وروضة؟ في منطقة عكار وحدها 2362معلمًا يتوزّعون على 144 مدرسة، وفي منطقة الكورة 708 معلّمين موزّعين على 25 مدرسة، وفي زغرتا 672 معلّمًا يتوزّعون على 27 مدرسة وروضة، وفي المنية / الضنية  1615 معلمًا يتوزّعون على 71 مدرسة وروضة. وهي في تزايد مستمرّ، وذلك كلّه وفق بيان إحصائيّ في العام الدراسيّ2006/ 2007 صادر عن مركز الموارد في طرابلس.(4)

ولهذا تمّ توفير فرص التدريب المستمرّ التي تتناسب وحاجات المتدرّبين من معلمين ومربّين ومنسّقين ومشرفين، في مناطقهم، ليتمكنوا بسهولة من الالتحاق بها،كل حسب حاجته الفعلية وظروفه المختلفة، من خلال تهيئة بيئة تدريبية لكلّ هؤلاء في تلك المناطق النائية نفسها.

ومن طريق التدريب المستمرّ يستمرّ إقبال المعلمين على مراكز التدريب في المناطق ما دامت متطلبات هذه المهنة متغيرة باستمرار، وذلك بتأثير عدة عوامل، كالانفجار المعرفي المتمثل في التقدم التقني والتكنولوجي في جميع مجالات الحياة، وسهولة تدفق المعلومات من مجتمع إلى آخر. ومن ينظر إلى عدد المتدرّبين في مختلف الأقضية الشمالية بين شهر تشرين الأول من العام2007/2008 (إذ بلغ 405 متدربين بنسبة 76% من عدد المسجّلين) وشهر كانون الثاني من العام نفسه ( إذ بلغ 495 متدرّبًا بنسبة 85% من عدد المسجّلين)، يجد أنّ التدريب المستمرّ في خضمّ التحديات التي تواجه التعليم في ظلّ مجتمع المعرفة، يعدّ حاجة ملحّة في مجتمعاتنا الشمالية ومؤسساتنا التربوية، وأداة التنمية ووسيلتها التي إذا أُحسن استثمارها وتوظيفها من حيث الزمان والمكان والطريقة، تمكنت من تحقيق الكفاية المطلوبة في الأداء والإنتاج. (5)

بيان إحصائي بعدد المدرّسين في مدارس الشمال الرسمية للعام الدراسي 2006/2007 رقم (1)

القضاء

عدد المدرّسين

عدد المدارس

ملاك

تعاقد

المجموع

طرابلس

1731

691

2422

81 مدرسة من ضمنها 26 روضة

 

الكورة (كوسبا)

661

47

708

25 مدرسة من ضمنها 22 روضة

 

زغرتا

554

118

672

27 مدرسة من ضمنها 22 روضة

 

المنية-الضنية

634

981

1615

71 مدرسة من ضمنها 60 روضة

 

بشري

121

8

129

7 مدارس بينها مدرسة واحدة في مرحلة الروضة

عكار (حلبا، القبيات، حرار)

1543

1819

2362

148 مدرسة

 

البترون

542

36

578

31 مدرسة، تابعة لدار المعلمين في جونيه

المجموع العام

5244

3764

9008

359 مدرسة بدون البترون

 

 

التحوّل اللافت في مركزية التّدريب المستمرّ:

  ولمّا كان مركز الموارد في دار المعلمين والمعلمات في طرابلس يؤدي دورًا لا يستهان به في استقطاب أعداد المعلمين المتزايدة في مختلف الأقضية الشمالية، يومًا بعد يوم, وإتاحة فرص التدريب المستمرّ لهم, عمد المركز إلى:

  • الجمع في البداية بين مبدأي المركزية واللامركزية في التدريب، إذ تمّ فتح مراكز إضافية للتدريب المستمرّ في كل قضاء من الأقضية الشمالية، والتوسع في فتح مراكز فرعية في المناطق : طرابلس، الكورة (كوسبا)، زغرتا، المنية/الضنية، بشري، عكار(حلبا، القبيات، حرار)، وذلك لإتاحة الفرص التدريبية لجميع المعلمين والمعلمات في المدارس والثانويات النائية . ومن خلال هذا النمط (الجمع بين المركزية واللامركزية) يخضع التدريب لإشراف قائم على المشاركة يهدف إلى تكييف التدريب ليحقق الأهداف العامة والمحلية.
  • التخفيف من حدة المركزية بشكل يساعد في سرعة صنع القرارات وإنجاز المهامّ التدريبية، وتفعيل عمليات التفويض وتوسيع نطاقها، مما يسهم في سرعة إنجاز المهام، وتوفير منسّقين، لديهم القدرة على تحمّل المسؤولية.
  • التوجّه التدريجيّ نحو اللامركزية في التدريب مع ما تفرضه هذه من التنازل عن الصلاحيات المركزية والتقبل المؤقت لبعض التجاوزات التي تصحب زيادة مساحة استقلال الجهاز المركزي للتدريب الذي يتولّى رسم السياسات العامة للتدريب ومهامّ التخطيط والتنسيق والتقويم والمتابعة العامة، أما المراكز المحلية فتتولى العملية التنفيذية التدريبية والمتابعة المحلية.
  • تفعيل دور اللامركزية باستمرار، وذلك من خلال المشاركة في تحديد الحاجات والخطوات والأساليب اللازمة للتدريب المستمرّ في ضوء الظروف المحلية لكل مركز تدريب فرعيّ، وابتكار مداخل جديدة للعمل في هذا المجال، وإيجاد روح التنافس بين هذه المراكز  للقضاء على مشكلة البعد عن المركز الرئيس وعن مواكبة التجديد.
  •  التنسيق التام بين المركز التدريبي الأساسيّ (مركز الموارد) وسائر الدُّور في المنطقة ذاتها، حيث تمّ دعم هذه المراكز بما تحتاجه من البرامج والخطط ومستلزمات التدريب لتحقيق التنمية المطلوبة لمخرجات التدريب المستمرّ، ولمواكبة أعداد المعلمين المتزايدة والبرامج التدريبية الجديدة التي تلبي حاجاتهم الفعلية؛ بالإضافة إلى دعم هذه المراكز بالكوادر البشرية المؤهّلة للقيام بمهام التدريب المستمرّ وعملياته، أسوة بالمركز الرئيس والعمل على التنسيق في توزيع البرامج التدريبية المقترحة بين هذه المراكز وتطبيقها.
  • دعم ميزانية التدريب المستمرّ في المنطقة الرئيسة والفرعية والحرص على تخصيص ميزانية مستقلة لكل مركز تدريب لتصرف على مستلزمات التدريب وحاجات المراكز الضرورية، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التنمية المهنية  لمختلف العاملين في المؤسسات التعليمية بمختلف تخصصاتهم وطبيعة أعمالهم، رغم أن بعض مراكز التدريب الفرعية ما زالت تنقصها بعض الإمكانيات التقنية لمعظم البرامج المنفذة كما في دار المعلمين والمعلمات في حلبا على سبيل المثال...
  • العمل على تفاعل مراكز التدريب المستمرّ فيما بينها من جهة، ومع المجتمع التربوي المحليّ من جهة أخرى، وذلك عن طريق التدريب على استخدامات الكمبيوتر، واستخدام المكتبة التربوية، وقضايا البيئة، وتربية الأطفال، وعقد اللقاءات الهادفة، وإيجاد قاعدة معلومات عن مستجدات الفكر التربوي، وغيرها من القضايا التي يمكن للمركز أن يسهم بها في خدمة المدرسة والمجتمع معًا .
  • مشاركة جهاز التدريب المركزي في التخطيط للبرامج التدريبية وتصميمها وتنفيذها ومتابعة تقويمها، فالميدان التربوي بكوادره البشرية الفنية أصبح مؤهلاً للقيام بالعملية التدريبية بدءًا بتحديد الاحتياجات التدريبية وانتهاءً بتقويم البرنامج التدريبي وتطويره، بالإضافة إلى دور الجهاز المركزي للتدريب المستمرّ في التنسيق والمتابعة...

عدد المتدربين في كلّ الدور في محافظة الشمال خلال شهر كانون الثاني 2008 رقم (2)

الحاضرون (اليوم الأول)

عدد المسجّلين

عدد الدورات

الدار

16

19

1

دار زغرتا

304

361

23

دار طرابلس

76

87

7

دار حلبا

7

11

1

دار القبيات

16

20

2

دار سير الضنية

18

21

1

دار حرار

58

63

5

دار كوسبا

495 (85%)

582

40 دورة

المجموع العام

 

اللامركزية والتغيير الإيجابي:

   والجدير بالذكر أن التوجّه التدريجيّ نحو اللامركزية في التدريب المستمرّ في مركز طرابلس  قد حمل تغييرات إيجابية لعلّ أهمّها:

  • استكمال البنية الأساسية للمعرفة، وتحقيق تكافؤ الفرص في التدريب للجميع في مختلف المراحل  والمناطق ومواقع العمل والمسؤولية.
  • إعطاء الفرصة للجهة المسؤولة لتقوم بالتخطيط الاستراتيجي والمراقبة والمساءلة، ووضع معايير التقويم لعملية التدريب وتوزيع الموازنات بناء على معايير جديدة تكون المنافسة بين المناطق عاملاً مؤثراً فيها، بدلاً من الانغماس اليومي في حلّ المشكلات الفرعية.
  • السعي إلى تدريب أفضل وكفاءة أشمل، وإتاحة الفرصة أمام عدد أكبر من المعلمين المنتشرين في المناطق النائية للمشاركة في تنمية القدرات والإبداع والابتكار؛ وتوسيع قاعدة المشاركة التدريبية للمعلّمين، وتوفير فرص التدريب لجميع العاملين في مرحلة التعليم الأساسيّ وما قبله والمرحلة الثانوية، وذلك من أجل تحقيق مبدأ الجودة الشاملة في التعليم.
  • زيادة كفاءة الوحدات التدريبية، وإتاحة الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وإعطاء الفرصة لزيادة هذه الموارد بأنماط جديدة، ولا سيّما إذا أخذ  هذا التوجّه بالعلم والموضوعية.
  • الزيادة الكبيرة المتمثّلة في استيعاب عدد المتدرّبين المشاركين في الدورات التدريبية، وازدياد عدد المدارس المشاركة، وخاصة في المناطق النائية ( كمنطقة عكار مثلاً).(6)
  • العمل على زيادة الوعي لدى معظم المتدربين في نوعية الأعمال والأنشطة التدريبية.
  • تحجيم العمل بالطرائق القديمة في التدريس والتقويم وإدارة الصفّ...  أملاً في انحسارها الكامل خلال مدة زمنية معقولة.
  • تحديث المراكز الفرعية والمناطق التعليمية بما يتماشى مع متطلبات التدريب والتطوير المستمرّ.
  • رفع جودة خدمات التدريب في المراكز الفرعية، ودمجها بالتكنولوجيا, على أمل أن تنتقل إلى سائر المدارس والمناهج واستخدام جميع المعلمين والطلاب لها. 
  • استخدام الأساليب المناسبة والمتطورة التي تسمح للمتدرّبين بحرية الابتكار والإبداع وبناء القدرة على المبادرة الفردية واحترامها والتنافس الشريف، والرغبة في تدريب الذات والاستمرار في تنمية المهارات المختلفة حسب متطلبات المناهج الجديدة.
  • الوصول بالتدريب التربويّ إلى المستوى العالميّ التنافسيّ وجعله فنًّا جاذبًا للمجتمع التربويّ والتعليميّ على حدّ سواء.
  • تسهيل نقل الخبرات ودعم عمليات التجديد المستمرّة والتطوير التربوي، وهذا يؤكد أمرين هما:

أ‌- توافر الكفاءات البشرية الفنية المدرّبة التي تتميز بأدائها وحماسها للعمل في التدريب وتطوير كافة الفئات المستهدفة.

ب‌- تعزيز اللامركزية في التدريب التربوي الميداني ودعم الإبداعات التطويرية وتشجيعها .

  •  مراعاة حاجات المتدربين التدريبية الفعلية في البرامج التدريبية والعمل على تلبيتها، وهذا جعل المتدربين يقبلون على التدريب بدافع قوي باذلين المزيد من الجهد في تفاعلهم أثناء الجلسات وورَش العمل التدريبية .
  •  قدرة المتدربين على نقل ما يتدربون عليه في الورش التّدريبية إلى ميدان عملهم لإحداث التغيير والتطور التربويّ المنشود .
  •  إحداث التغيير في طبيعة الجلسات التدريبية لتكون مشاغل وورشاً تدريبية تعتمد على طرح المشكلات التي تواجه المتدرب ليقوم متعاوناً مع زملائه ومع المدرب بالتفكير في حلّها وكيفية تنفيذها، أو في جعل هذه الورش صورة حقيقية لما يجري في الواقع التربوي الذي يعمل فيه المتدرب، لتتيح له الفرص المتنوعة كي يعمل ويتدرّب بنفسه ناقلاً ما اكتسبه إلى موقع عمله بسهولة ويسر .
  • تنويع الأساليب والمهارات التدريبية وأثرها في نفوس المتدربين من ناحيتين :

أ‌- رغبتهم في التفاعل مع النشاطات التدريبية في أثناء الورش التدريبية ومشاغلها.

ب‌-  تطوير اتجاهات المتدربين وقناعاتهم نحو العملية التدريبية وأهميتها في التطوير وتحسين الأداء...

  • الاهتمام بالنمو الذاتي لكل من المدرّب والمتدرّب، إذ إن التدريب يتيح الفرص للمتدربين، واستثمارها يعتمد على المتدرب أو المدرب في تحقيق نمو ذاتي مستمرّ ومتكامل، وهذا يحقق بقاء المشتركين في العملية التدريبية على صلة بأحدث التطورات في مجال التدريب التربوي...
  • تنويع مصادر التدريب للمعلمين وتسليحهم بالخبرات والقدرات الحديثة لإيجاد أسرة تربوية قيادية قادرة على التغيير وقيادة التجدّد المستمرّ في التربية والمجتمع...
  • إمكانية تخفيف تكلفة هذا التدريب لأعداد كبيرة  من المتدربين شرط استخدام البنية الأساسية للاتصالات المتوافرة بين المركز الرئيس والمراكز الفرعية، وذلك لتقوية الاتصالات وتحسين تبادل المعلومات بين المستويات المركزية والمستويات المحلية.
  • تفعيل التدريب المعتمد على التقنيات الحديثة كجزء لا يتجزّأ من العملية التدريبية، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتدعيم العملية التدريبية.
  • رفع مستوى الأداء للمدرّبين والمتدرّبين على حدّ سواء.

 

جدول حضور الدورات التدريبية خلال شهر تشرين الأول من العام 2007/ 2008 رقم (3)

الشهر

الدار

دورات مختلفة

صعوبات تعليمية %

 

الأعداد في الدورات غير الإلزامية

الأعداد في الدورات الإلزامية

الحاضرون

المسجّلون

الحاضرون

المسجّلون

تشرين الأول

طرابلس

74.3%

85.7%

142

191

18

21

تشرين الأول

زغرتا

100%

91.3%

11

11

21

23

تشرين الأول

القبيات

75%

--

29

39

--

--

تشرين الأول

حرار

66%

--

65

98

--

--

تشرين الأول

سير

77%

--

50

65

--

--

تشرين الأول

حلبا

65%

--

27

42

--

--

تشرين الأول

كوسبا

--

97.70%

--

--

42

43

اللامركزية وجودة محتوى البرامج التدريبية:

وقد شمل التدريب المستمرّ في المناطق الفرعية الستّة برامج تدريبية عالية الجودة تتناول:

  • تنمية المهارات المعرفية والسلوكية لدى المتدربين وتزويدهم بأساليب حديثة في التدريس والتقويم وإدارة الصفّ ...  ومجالات تطبيقها. كما تناولت التركيز على مسؤولياتهم عن تطوير وتحسين وتبسيط نظم العمل، وتوفير الخدمات للمتعلمين بسهولة ويسر.
  • المشاركة الفعالة والتفكير العلمي في تشخيص الحاجات والمشكلات التي تعوق سير العمل وحلّها.
  • المشاركة الفعالة في التطوير التربوي الإبداعي، انطلاقًا من معطيات النظريات الحديثة في مجال الإشراف والتدريب والقيادة التربوية.

   بيد أن التدريب المستمرّ في الشمال، وإن كان يؤدّي دوراً لا يستهان به في إعداد المعلمين وتطوير قدراتهم، إلا أنه خضع لنمطين مختلفين من التنفيذ: النمط المركزيّ والنمط اللامركزيّ.

 

التدريب في النمط المركزيّ:

   ففي النمط المركزي خضعت مراكز التدريب المستمرّ للسلطة المركزية سيطرة تامة,  ومن أهم مزاياه الملحوظة هنا:

أ‌- تحقيق الوحدة والفاعلية في النظام التدريبيّ .

ب‌- توفير التوزيع العادل للخدمات التدريبية.

ت‌- توفير الضمان الشخصي والمهني للمدربين.

ث‌- تحقيق اقتصاد كبير في الإنفاق على التدريب.

ج‌- السرعة في التخطيط والتنفيذ واتخاذ القرارات بعيداً عن التعقيدات المكتبية.

   إلا أن في هذا النمط من التدريب عيوبًا كثيرة لعلّ أبرزها:

أ‌- انعدام أو قلّة المشاركة المحلية .

ب‌-  تشابه المخرجات التدريبية والتعليمية .

ت‌- تجاهل الفروق الفردية بين المناطق المختلفة.

ث‌- ضعف العلاقة بين المدرسة والبيئة والمجتمع.

ج‌- لا يشجع على تطبيق أفكار تربوية جديدة. 

ح‌- لا يشجع على تطبيق مبدأ الملاءمة بين الخدمات التربوية العامة وبين ظروف المناطق المحلية.

خ‌- لا يستطيع الجهاز المركزي للتدريب بحكم بعده عن المناطق المختلفة وبحكم طبيعة العمل الذي يزاوله أن يدرك بصورة واضحة المشكلات والظروف المحلية للمناطق المختلفة.

 

التّدريب في النمط اللامركزي:

أما في النمط اللامركزي فقد خضع التدريب للإشراف من جهة الإدارات المحلية، وذلك نظرًا للاتساع والتقدم السريع في المعرفة وتعدّد ميادينها، وتزايد أعداد المدارس والمعلمين، ورغبة كثير من المناطق التربوية المختلفة في عمليات الإصلاح والبناء والتطوير، مما جعل اختيار هذه الاستراتيجية أكثر إلحاحًا، ولهذا تمثّل اللامركزية الآن الاتجاه المعاصر في التدريب المستمرّ حتى أصبحت ضرورة حتمية.

وقد ركّزت خطة التدريب المناطقية في طرابلس، وما زالت، على أهمية التدريب المستمرّ في المراكز الفرعية، نظرًا إلى التحدّيات المعرفية التي يطرحها التقدم العلمي والتقني المعاصر وسرعة الحركة وطبيعتها في عصر تتقاطع فيه كافة أوجه التطور في التعليم والتدريب والعمل والإنتاج... إلا أنه بتوافر أساليب وسبل تطوير التدريب، كان لا بدّ من أخذ المبادرة في تحقيق اللامركزية لاستيعاب العدد الهائل من المعلمين، في الوقت الذي يتمّ فيه تعديل وتطوير المناهج الدراسية، ونُظم الامتحانات والتقويم، وتوفير التكنولوجيا وبنيتها الأساسية في معظم المراكز التدريبية والتعليمية.

وقد أثبتت هذه التجربة في الشمال نجاحها في كثير من المناطق التدريبية الفرعية، كما أن هذا التوجه نحو اللامركزية لا يعني إلغاء دور الجهة المركزية المسؤولة في مركز طرابلس عن تطوير التدريب وتنمية موارده، بل يشحن قدراتها على التخطيط والتنظيم والتنسيق والتقويم والمتابعة العامة والمساعدة والمساءلة...(7)

 

  1. انظر الجدول المرفق رقم(1).
  2. انظر الجدول المرفق رقم(2)
  3. انظر الجدول رقم(3).
  4. انظر الجدول المرفق رقم(1).
  5. انظر الجدول  رقم(3) والرقم (2).
  6. انظر جدول رقم (1).
  7. تمّ الرجوع في هذا الموضوع إلى ملفات ووثائق واستبيانات قام بإعدادها مركز الموارد في طرابلس، وقد أدرجت بعضها هنا للفائدة.