من ملامح الشَّيخ ابراهيم المنذر
من ملامح الشَّيخ ابراهيم المنذر
ابراهيم المنذر شاعرًا(1875-1950)
بعض سيرته
هو أبو صلاح، ابراهيم ميخائيل المنذر، من أسرة بني المعلوف المتحدرة من القبيلة الغسانيّة العربيّة المعروفة. وكان لأُسرته مكانة زمن الأمراء المعنيّين.
علاّمة لغويّ، وشاعر خطيب، وسياسيّ مناضل، ونائب في البرلمان اللبنانيّ غير مرّة.
وُلد في ''المحيدثة '' (قضاء المتن الشمالي) السّنة ١٨٧٥ تعلّم في مدرسة قريته ثُمّ في مدرسة قرنة شهوان، عمل معظم حياته في التربية والتعليم. أسّس في العام ١٩١٠ مدرسة ''البستان'' الشهيرة. وكانت مدرسة داخليّة - خارجّية. تَلْمذَ له عدد كبير من أعلام لبنان في الشّعر والأدب أمثال: أديب مظهر، ونعمان نصر، وماري ينّي عطالله وسلمى صائغ، وإيليا أبي ماضي، والمطران روفائيل نمر رئيس أساقفة حلب للروم الأرثوذكس (سابقًا).
عمل في الصحافة والمحاماة والقضاء والسّياسة. ناضل ضدّ الدولة العثمانية وسلطات المتصرفيّة والانتداب الفرنسيّ. وكانت له مواقف وطنيّة سياسيّة واجتماعيّة وأدبّية، من أهمها: المطالبة بإلغاء الطائفيّة، وتحرير المرأة، والدفاع عن الدستور، والتجنيد الإجباري، ومناصرة الآداب واللّغُة العربيّةَ، والعلوم، والفنون الجميلة.
كان عضوًا في مجمع اللّغُة العربيّةَ في دمشق، وفي المجمع العلميّ اللبنانيّ. وعّين عضوًا في المجلس الأعلى للتربية والتعليم في لبنان وسوريّة. رأس لسنين عديدة لجان الامتحانات الرسميّة في وزارة المعارف اللبنانيّة (التربية والتعليم العالي اليوم)، لطلاّب الآداب والفلسفة.
عُرف الشَّيخ ابراهيم المنذر بطلاقة لسانه خطابة وببلاغة البيان وإشراقة اللّغة كاتبًا وشاعرًا. وهو اللّغُويّ المتمكِّن من اللّغُة في أسرارها وشواردها. وهو الذي وضع كتابه: ''كتاب المنذر، في عثرات الأقلام ومفردات اللّغُة العربيّةَ''.
كذلك عُرف بميله إلى السهولة وسلامة الذوق. وقد دعا إلى تيسير اللّغُة وتبسيطها في حدود مراعاة الأصول. وفي هذا قال فيه أمين نخله (1): ''كان الشَّيخ ابراهيم المنذر، إذا تلقّف كُرةَ البحث في العربيّة، بَيْنَ فرائدَ وَجُمل، بحرًا لا ساحل! فهو قد أحاط بشاذّ وَمَقِيس، وَوقف على غرائبَ ونوادر، وغاص على دقائق واستقصى أطرافًا، وَجَمعَ أشتاتًا ما شاء الله له''. وكانت له ذاكرة حافظة وبداهة حاضرة. فإذا عرضت له مسألة-مثلاً- من مسائل اللّغة، كان الشاهد اللّغُويّ حاضرًا لساعته فكأنّ الشَّيخ المنذر كان يفرغ القضايا الأدبيّةَ واللّغُوّية من جعبته المشحونة بالأصيل والصحيح والغريب والشاذّ. وقل هذا في مختلف ضروب اللُّغة والآداب وأنواعهما وأغراضهما وفنونهما. وهذه المزايا تنسحب على وقفاته في الخطابة وعلى المنبر، وفي المجالس والمنتديات وفيه يصحّ المثل العربيّ: ''إنّه يقود حرونَ النفوس'' حتى نعلم أنّ اتساع القول في الفصاحة طبعٌ في الشَّيخ المنذر. وقد قيل فيه: ''سبّعَ'' المنذر ''الكارات'' (2) فربّى وعلّم ومارس النيابة والسياسة وكان يتذوّق الموسيقى ويميل إلى الفن. فرقّىَ السياسة وجعلها في مستوى الأدب والفنّ... (3) وهو على تعدّد مواهبه وإبداعاته وميوله كان أستاذ الأساقفة والنواب والحكّام والوزراء. وكان همّه تهذيب الناشئة اللبنانّية ومدّها بالعلم الواسع والأدب العالي والأخلاق الرفيعة. وهو إلى ذلك كان ذا حسّ نبيل وذكاء متوقّد ونكتة خفيفة الروح... وعندما أُقيم للمنذر مهرجان تكريم في العام ١٩٤٨ ، خاطبه الأخطل الصغير بقصيدة منها:
'' رفعوا على شَرَف لِواكْ وَرَعَتْ عيونهُمُ سَماكْ
أَحبيبَ هذا النشءِ تسقيه على ظمإٍ دماكْ
روَّيتَهُ أدبَ الكلامِ يذوبُ فيه أصْغَراكْ''... (4)
وعندما توفّي رثاه رئيف خوري بقصيدة، منها:
''ثَلاَثَةٌ تبكيكَ: أمّ اللّغُات وأرزُ لبنانَ وعُلْيا الصّ فِاتْ''.. (5)
وقد توفّي المنذر عن خمسة وسبعين عامًا، بتاريخ ٢٧ آب ١٩٥٠ في مستشفى القدّيس جوارجيوس في بيروت إثر عملية جراحيّة. ثم في ما بعد أقيمت له حفلة تأبينيّة تكريمًا له. وفي العشرين من شهر آذار من العام ١٩٧٢ رُفعت صورته في قاعة دار الكتب الوطنيّة إلى جنب أعلام لبنانيين مبدعين راحلين.
ترك المنذر تراثًا أدبيّاً ولغويّاً فذّاً في مختلف أنواع الأدب واللّغُة والمسرح والقصة والرواية والتاريخ والسياسة، طُبِعَ بعضه، وبعضه الآخر في طريقه إلى النشر.
وفي العام ٢٠٠٩ ، وبمناسبة إعلان بيروت عاصمة عالَميّة للكتاب أُقيم للمنذر احتفال في تكريم ذكراه، في قصر الأونيسكو في بيروت تكلّم فيه كبار شعراء لبنان وأدبائه أمثال: الدكتور منيف موسى والدكتور أسعد السكاف والأستاذ جورج شكّور والأستاذ أمين زيدان والأستاذ جوزف مفرّج والقاضي الدكتور غالب غانم. ونذكر هنا أنّ الشَّيخ ابراهيم المنذر يحمل وسام المعارف المذهَّب.
ذي هيَ بعض الملامح السّريعات من سيرة المنذر وحياته وأعماله. وهو وتراثه من الواجب دراستهما دراسات أكاديمية رصينة.
في بعض تراثه:
العلاّمة الشَّيخ ابراهيم المنذر شخصّية متعدّدة الجوانب اللغويّة والأدبيّة والسياسيّة والتربويّة والاجتماعيّة وتراثه غنيّ ثرّ. ودراستنا هنا تنصبّ على تبيان ملامح أدبيّة شعريّة مما بين أيدينا من شِعر هذا العَلَم اللبنانيّ العربيّ العلمانيّ الديموقراطيّ الحرّ.
تراث المنذر الشِّعريّ قليل بالنسبة إلى ما تركه من أعمالٍ أدبيّة وسياسيّة ولكنّ هذا القليل عبقريّ وفذّ وبليغ وذو شعرّية، وشاعريّة لافتتين.
فالشَّيخ المنذر من أعلام الشّعر اللبنانيّ العربيّ النهضويّ. بل من الشعراء المخضرمين الذين وصلت، معهم، القصيدة العربيّة التقليديّة إلى مرتبة رفيعة من البناء الشعريّ والموضوع والمبنى والمعنى حتّى قال فيه أمين نخله: ''أمّا الشّعر فإنّ المنذر لم يجعله مرمى آماله ولا تمنّى أنْ يقول فيه الناس: ''مَنْ ذا قالها''؟... وهو لو انصرف إلى الشِّعْر، وأعطى له من نفسه ما أعطى اللّغُة والخطابة، لأدرك فيه أمدًا بعيدًا''. (6)
وإذا طالعنا بإنعام شِعْر المنذر مستقرئين بنيانه ولغته وقاموسه، لوجدنا أنّه شعر علماء، فهو ذو أسلوب رصين، وألفاظ بيّنة وانسجام مطّرد. أمّا لغته فلا تؤتى من جهة. وأمّا معانيه فهي قريبة سهلة المتناول لا يجد القارئ عنَتًا في فهمها وإدراكها. ولكنّ النَفَس الشّعري نَفَسُ عالِم. فللّه كيف وفّق المنذر بين نزعته اللّغُوّية وصرامتها ونَفَسه الشعريّ الوطنيّ
الإنسانيّ الأخلاقيّ. ولنا في قولةٍ لأمين نخله في هذا الرَّأي ما يدعّم النّظر إلى شعر المنذر. قال الأمين: ''ولا بُدّ لِمَنْ يقف على تلك الطّوِال والقِطَع (يعني قصائد المنذر ومقطعاته الشِّعريّة) من أنْ يجد فيها ريح المنبر! نُظِمَتْ لتُنشدَ وَسْطَ الجمهور. وإنّ مَنْ لم يَشْهد صاحبها، وهو في ذؤابة المنبر يصول ويجول، ويتدفّق تدفّق النّهر الشّديد الجَرْيَة، لم يَرَ كيف يرتدي الشِّعر في الإلقاء من حُلَل الوشي ما لم يخلعه عليه الإيحاء''... (7)
ويحضرني هنا، ما سمعته من تساؤلات: مَنْ هو الشَّيخ ابراهيم المنذر؟ ونحن نحضّر للاحتفال بتكريم ذكراه هذا
٢٠٠٩ ( متى قلنا /١٠/ العام. )كان الاحتفال يوم الخميس ١٥ لهم، هو صاحب قصيدة ''قلب الأمّ'' التي مطلعها:
''أغرى أمْرؤٌ يومًا غُلامًا جاهلاً بنقوده حتّى ينالَ بهِ الوَطَرْ... (8)
تسمعهم يستظهرون القصيدة بدهشة عارمة، وعندها يعرفون مَنْ هو المنذر. وتلك بعض مأساة شعرائنا وأدبائنا... و... (ومن هنا ضرورة إعادة النّظر في بعض مناهجنا التربوية والفنية والإبداعية. وضرورة تعليم تراثنا كلّه وتقديمه إلى الناس عبر وسائل الإعلام).
والمنذر شاعر كبير مثلما هو عالم كبير وبعض العلماء شعراء وبعض الشعراء علماء. وما ضَيْرَ. فهذا غِنًى وطنيّ وقوميّ وإنسانيّ. ولو جئنا نتدبّر شِعر المنذر لوجدناه يندرج في الأبواب الآتية: الوطنيات، والثّقافة، والتّربية والحكمة، والمرأة، والموسيقى، والطّبيعة، والخلود، والظّلم، والظلام، والإنسانيات.
وفي سياق هذه الأبواب تنحدر إلينا من أجوائها العامّة أغراض وفنون وأنواع واتجاهات شِعْريّة، وإذا فَصَّلْنا هذه الأمور لارتسم أمامنا ما يأتي من بيان توثيقي:
١ شِعْر المنذر الاجتماعيّ.
٢ شِعْر المنذر السياسيّ.
٣ شِعْر المنذر القوميّ.
وإذا جئنا ندرس شِعْر المنذر من زاوية الفنون الشِعرّية،لارتسم أمامنا ما يأتي:
١ القصة في شعر المنذر.
٢ الرّثاء في شعر المنذر.
٣ الغزل في شعر المنذر.
٤ الحكمة في شعر المنذر.
وهذي علامات كبرى في شِعْر هذا الشاعر. لأَنّنَا لو جئنا أيضًا نشرح كلّ فن من هذي الفنون أو الأغراض أو الأنواع أو الاتجاهات لاستخرجنا منها ما ليس له صلة فيها. فبالشعر تتداخل الأمور وتتشابك، على تعدّد الأفكار ومدى النّفَْس والنّفََس الشعريّيَن. فبالغزل قد نجد حكمة، وبالرثاء قد نجد وطنيّة، وبالوطنيّة قد نجد قصة، وبالقصة قد نجد جَمَاع الفنون والأغراض والأنواع ّ ما أغنى الشِّعرَ وما أغنى النّفَْسَ البشريّة وما أعقدها !.
ولن أقدّم هنا دراسةً في شِعْر المنذر، وحسبيَ أننّي أعرّفُ به وبتراثه الشّعريّ. لذلك سأقدم نُبَذًا صغيرة أو أبياتًا أو مقطعاتٍ من شِعْره تكون لُمَعًا مختارة أو لمحاتٍ مضيئة على شِعْر شاعرنا.
فإذا كانت قصيدة "قلب الأمّ" هي أشهر قصائد المنذر، ففي لبنان ومحبته والولاء له قال المنذر:
"يُحيّيكَ، يا لبنانُ، مَن كانَ نائبًـا عن الشَّعبِ، واجتازَ الحياةَ مُطالبًا
يُحيّيكَ، يا لبنانُ، مَنْ هو حاضرٌ ومَن باتَ في أقصى المَهَاجرِ غائبًا
يُحيّيكَ مَنْ والاكَ طفلاً، ويافعًـا وكَهلاً وشيخًا عارَكَ الدّهرَ، غالبًا
...............................
يُحيّيكَ مَنْ يُردي عِداكَ ويبتَغي عُلاكَ، ولا يخشى الأَذى والعواقبا."
(من قصيدة تحيّة إلى لبنان. ص 23)9
- وقال في الحفاظ على اللّغة العربية:
"لغتي فاقتِ اللُّغاتِ جميعًا واستقلت بقبضة الصولجانِ
.................................
وهي مهما تجافتِ الناسُ عنها لغةُ السِّحرِ والنُّهى والمعاني"...
(صونوا أرضكم. ص 65)
- وفي إلَهة الشّعر، قال:
"الشِّعْر نورُ الهُدى والحُبِّ والخُلُق السَّامي، وقَطْرُ الندى المسكوب من فيكِ"...
(إلهة الشِّعر. ص 73)
- وفي القَلَم:
"قَلَمٌ به سِرُّ الفصاحةِ ينجلي وهدَى البلاغةِ خَطَّهُ قَوْلاً دُرَرْ
نُجْحُ البلادِ يلوحُ بين سطورِهِ ويقومُ بالأَمرِ العظيمِ إذا اسْتَقَرْ
(القَلَم. ص 78)
- وفي سبيل التّربيَة الوطنّية، قال:
" ما كانَ الاستقلال، يومًا، بالأُلى يتفاخرونَ وينشدون عُلاهُ
بل بالذّي عَمَرَ الدِّيار فَصارَ كلُّ مواطـنٍ يعتزُّ في دنيـاهُ
مِنْ عَالِمٍ أو صانعٍ أو عاملٍ أو زارعٍ في الحقلِ طاب جناهُ
أو مُحْسنٍ، يسراهُ لا تدري بما فَعَلَتْ بِطيَّاتِ الدُّجَى يمناهُ
هؤلاءِ أعمدةُ البناءِ، وقادة الجَبَلِ الأشَمِّ الرَّافعونَ لِواهُ".
(أعمدة البناء. ص 85)
- ومن أقواله الحكميّة:
"أنا والأوطانُ شخصٌ واحدٌ ليس لي عن موطني الغالي غنى
أنا منه، وهو منّي السَّـاعدُ يدفعُ الجُلَّى، ويُقْصي المِحَنا...
(مَْن أنا. ص 110)
- وقال:
"خيرُ ما يتركُ الفتى حُسْنَ ذِكْرٍ يتعالى ما بينَ ماضٍ وآتِ
وله الأجْرُ والكرامةُ في الدَّارَيْنِ دارِ الشَّّقا ودارِ الهُدَاةِ".
(حكمة الله. ص 123)
- وفي المرأة، له:
"هيَ بنتٌ كناصعِ الثَّلجِ ذِكْراها وفي الََّصدْر نفحةُ الأزهارِ
وهيَ أختٌ بعطفِها ونَداها تجعلُ الدّارَ بألبها خيرَ دارِ
وهيَ زوجٌ بُحبِّها ورِضاها تَبْعَثُ النُّوْرَ مِن خِلالِ النَّارِ
وهيَ أمٌّ، حُنُّوها لا يُضَاهى ما عليها في الحُبِّ مِنْ إيثارِ
هذِهِ المرأةُ التي يرتجيها المَرْءُ مِنـَّا في سائرِ الأدوارِ".
(المرأة. ص 137)
- وقال:
"إنَّ المَحبَّةَ فيكِ خالدةٌ وسوى حنانِ الأمِّ ما خلدا".
(المحبّة الخالدة. ص 155)
وله في الموسيقى:
هذا هو الفنُّ الذّي ملأَ المسامعَ والقلوبا
كم شدَّ أَْزْرَ مجاهدٍ حُرٍّ. فخاضَ به الحُروبا
وأكَنَّ قسوةَ حاكمٍ فَعَفَا، وقد غفَرَ الذُّنوبا".
(الموسيقى. ص 159)
وقال في رثائه سليمان البستاني بلسانه:
"وصونوا لسانَ العُرْبِ من كلِّ عُجْمةٍ تصونوا بلادَ الشَّرقِِ من صدمة الغَرْبِ
وإنْ أُغمِضَتْ عينايَ في الغَرْبِ، فادفنوا رُفاتي في لبنان في تربِهِ الرَّطْبِ"...
(سهم في قلبي. ص 175)
وفي قصيدته دعاء، يقول:
"يقولونَ لا يجلو الدُّجى مُدْلَهِمَّةً بلبنان إلاَّ فَرْقَدٌ يَتَوقَّدُ
فهاتِ لنا من نورِ وَحْيكَ حكمةً تزيلُ أذى الخطبِ المُلمَّ وتُبْعِدُ
وَرُدَّ عن الأوطانِ كلَّ مخاتلٍ يقيمُ دُعاةَ السَّوْءِ فيها وَيُقْعِدُ
وَأَبْعِدْ لسانَ الشّرِّ إذا كان واشيًا وحطِّمْ يدَ الزُّلَفى التّي تَتَوَدَّدُ
وإلاَّ، فإنَّ اليأسَ والضَّيْقَ والشّقا ضيوفٌ على لبنانَ لا تَتَبدَّدُ
(دعاء.ص 232)
هذه بعض ملامح من شخصيّة العلاّمة الشّيخ ابراهيم المنذر اللغويُّ والخطيب والشاعر والأديب والساسة والقاضي والنائب و... لقد كان من روّاد التجديد في الأدب على أصول راقية ومن رواد السِّياسة على وطنية صافية صادقة ورّواد التربية على علم ودراية وحكمة. ولعلّ أصدق ما يصفه قول أحد الأدباء: "إنّه كانَ أوفى مَنْ صادق، وأرحم مَنْ خاصم، يترفّع عن الشَّتْمِ فيما يكتب ويقول، كان قلبه أبيض كثلج صنيّن، وكان لسانه أعفّ من أَلْسِنة القدّيسين. كان متواضعًا إلى آخر حدود التواضع، وكان تواضعه كِبْرًا لا ضِعَةً ولا تذلُّلاً ولا تزلُّفًا... (10)
فيا شيخُ ابراهيم:
"إنْ عَدَّ لبنانُ ذوي فضلِهِ عَدَّكَ في أَعْلامِهِ الخافقات" (11)
الحواشي (ومعها المصادر والمراجع).
١ أمين نخلة مقدمة ''شعر ابراهيم المنذر'' ١٩٧٢ المطبعة البولسية، حريصا.
٢ الكار: لفظة فارسية، ومعناها عند العامة الصناعة والحرفة.
٣ راجع: ربيعة أبي فاضل: ''مدخل إلى أدبنا المعاصر''، ط ١، دار الجيل، بيروت ١٩٨٥ ، ص ٣٠
٤ ''شِعْر الأخطل الصغير''، ط ٢، دار الكتاب العربي، بيروت، ص ١٨٧
٥ نقلها ربيعة أبي فاضل: ''مدخل إلى أدبنا المعاصر'' ص ٢٧ ، راجع سيرة المنذر في كتاب: ''شعر المنذر'' ص ١٩
٦ مقدمة ''شعر ابراهيم المنذر'' ص ١٠
٧ م.ن. ص ١٠-11
٨ ''شعر ابراهيم المنذر'' ص ٣١
٩ الأبيات المنقولة فيما بعد مأخوذة من كتاب: ''شِعْر للشَّيخ ابراهيم المنذر''.
الطبعة الجديدة بمناسبة سنة بيروت عاصمة عالمّية للكتاب.تحقيق جورج شكور ط2 ٢٠٠٩ ، وسنلحق الأبيات بعنوان القصيدة والصفحة.
١٠ نقلها سماح طليع في كتابه: ''الشَّيخ ابراهيم المنذر، شاعر الجيل الجديد''، ط ٢، دار المجاني، بيروت، ١٩٦٢ ص ٤٣
١١ البيت لرئيف خوري، راجع سيرة المنذر، في كتابه: ''شعر ابراهيم المنذر''، ص ١٩
المجْمَع العلميّ اللبنانيّ
تأسَّس في بيروت في شباط سنة ١٩٢٨ واستمرّ حتى أواخر سنة ١٩٣٠ أعضاؤه كانوا:
- عبدللهّ البستاني
- أمين تقي الدين
- محمد الحسيني
- بولس الخولي
- البطريرك أغناطيوس الرحماني
- عبد الرحمن سلام
- بولس عوّاد
ترأسه عبدللهّ البستاني ثم وديع عقل.
المرجع: ''معجم أسماء العَلم في لبنان'' للدكتور جميل جبر ) ٢٠٠٤
- منير عسيران
- وديع عقل
- عيسى اسكندر المعلوف
- لويس المعلوف
- حسين مغنية
- ابراهيم المنذر