6 تقنيّات تعزّز الحوار والتّواصل الفعّال مع الأطفال
يشغل موضوع الخلاف بين الأهل والأبناء اليوم حيّزًا مهمًّا في القضايا الاجتماعيّة المعاصرة، خاصّة وإنّنا نعيش في عصر متميّز بالتحدّيات الكبيرة والتّطوّرات السّريعة. إنّ التّواصل الجيّد والفعّال هو مفتاح لبناء الثّقة بالنّفس والاحترام المتبادل بين الأهل والأطفال، ويعتبر بحدّ ذاته مهارة مهمّة يجب أن يكتسبها الأهل بغية تجنّب الصّراعات وبناء علاقات إيجابية مع أطفالهم.
من المبادىء الأساسيّة للتّواصل الجيّد نذكر ما يأتي:
1. الإصغاء الجيد:
أظهر لطفلك أنك مهتمّ بكلّ كلمة يقولها، وعندما يريد أن يتحاور معك أظهر له اهتمامك، على سبيل المثال: قم بإطفاء التّلفاز أو وضع الصحيفة جانبًا، أو تجنّب اتّخاذ مكالمات هاتفيّة عندما يكون لديه شيء مهمّ يقوله لك، فهذا الفعل يشجّعه على اّن يفتح قلبه لك، ويبني ثقة واحترامًا متبادلًا.
استمع له باهتمام وبأدب. على سبيل المثال: لا تقاطعه عندما يحاول أن يروي قصّته، إن كنت مهذّبًا ولطيفًا معه، فهذا يساعده على بناء ثقته بنفسه وعلى احترام الآخرين، ويجعله يشعر بأنّك أفضل صديق له.
قم بطرح بعض الأسئلة، ولا تكثر منها، ليعرف طفلك أنّك تستمع إليه، لا تحقّق معه.
2. تجنّب الإحراج:
إن لم يكن شخصٌ آخر معنيًّا بالموضوع، حافظ على خصوصيّة النّقاش بينك وبين الطّفل ولا تتناقش معه بأيّ موضوع أمام الآخرين، لأنّ هذا الفعل يسبّب له الإحراج، ويؤدّي إلى مزيد من الخجل والانطواء، فالتّواصل الفعّال يتمّ عندما تكون وحدك مع الطّفل بمنأى عن الآخرين.
لا تنتقد تصرّفات طفلك، ولا تسخر منه، أو تطلق عليه ألقابًا تثير السّخرية، فهذا يشعره بالخجل والحقد والعداء ويفقده ثقته بنفسه وبك.
3. الهدوء وتفادي الغضب:
الغضب وباء مُعدٍ، انتظر أن يفرّغ طفلك غضبه وينتهي من التّعبير عن مشاعره، حتّى تعبّر عن رأيك بهدوء واستيعاب.
بعد أن يهدأ ولدك، فسّر له لم أنت غير راض على تصرّف معيّن قام به، واشرح له عواقب هذا التّصرّف، وأخيرًا ضع قواعد وتعليمات حتّى يتبعها من دون أن توجّه له الانتقادات والاتّهامات.
في حال كنت تشعر بالاستياء والغضب الشّديد جرّاء تصرّف ما قام به طفلك، انتظر حتّى تهدأ قبل أن تتكلّم معه لأنّك لا تستطيع أن تكون موضوعيًّا في حالتك هذه.
التّكلّم بلطف وهدوء يكسبك صداقة ولدك، وهذا أمر أساسٌ للحفاظ على حوار إيجابيّ وفعّال، أمّا الغضب فيؤجّج الخصام والصّراع والعداء.
4. المواقف الإيجابيّة:
اتّخذ موقفًا إيجابيًّا حيال الأنشطة الّتي يقوم بها طفلك، وشاركه بها وادخل عالمه، وتعرّف على مراكز اهتمامه، واقض معه وقتًا، هذا الأمر يساعد على دعم روابط العلاقة.
شجّعه على إنجازاته فالتّشجيع يساعد الأطفال على السّلوك الحسن.
كن لطيفًا وقدّم له الدّعم العاطفيّ والتّعزية عند الحاجة.
لا تستخدم العبارات المحبطة، والّتي تُدنّي معنويّاته مثل: "هذا تصرّف أحمق"، "أنت لا تعرف شيئًا"، "أنت مجرّد طفل لا تعرف ما هو لصالحك"...
برهن له على أنّك تتقبّله كما هو، بغضّ النّظر عن التّصرّف الّذي قام به، فالأطفال يعوّلون على الدّعم المعنويّ.
5. الابتعاد عن أسلوب التّحقيق وإصدار الأحكام:
لا تتصرّف بعقليّة القاضي وتبدأ بإصدار الإحكام، وتوجيه الانتقادات، لا سيما وأنت تصغي إليه.
لا تنتقد تصرّفاته وتسأله لماذا قام بهذا التّصرّف، بل اسأله كيف حدث هذا الأمر.
واجه طفلك بالمعلومات الّتي تعرفها في حال كنت على علم بالمشكلة، وخفّف من أسلوب الوعظ ومن التّكلّم عن المثاليّات، وتوجيه العبارات الّتي تذكّره بأنّه غير ناضج، وإنّك راشد لأنّها لا تساعد في فتح قنوات الحوار مثل: " افعل ما اقوله لك"، " أنا أعرف ما هو الأفضل لك"، "تكلّم عندما أنهي كلامي"...
عندما يدرك الولد أنّه على خطأ، ساعده على وضع قواعد لتفادي ارتكاب هذه الأخطاء مجدّدًا. هذا الفعل يهيّئه تدريجيًّا لاتّخاذ القرارات الملائمة في المستقبل.
لا تفرض أفكارك على طفلك، بل تذكّر دائمًا أنّه ينتمي إلى جيل مختلف. ساعده في التّخطيط للوصول إلى حلّ بكلّ محبّة.
6. عبارات التّشجيع:
يحتاج الأطفال الى التّشجيع والشّعور بالحبّ والتّقدير، ولكن معظم الآباء يجدون أنّه من الأسهل توجيه الانتقادات السّلبيّة بدلًا من ردود الفعل الإيجابيّة. لذلك أنصحك باختيار واستخدام بعض العبارات الآتية يوميًّا مع طفلك، وسوف تجد أنّه سيبدأ بإعارتك المزيد من الاهتمام، ويسعى جاهدًا لإرضائك:
هذا جيّد / ممتاز/ رائع، فكرتك رائعة، أحبّك، يا لك من فتى! / فتاة مدهشة، نجاح باهر، تقدّم ملحوظ، استمتعت بالحديث معك، كلامك في مكانه، كلامك منطقيّ، أنا احبّ الطّريقة الّتي ________، لاحظت أنّك_______، أنت تتحسّن أكثر فأكثر________، لقد أثبتّ أنّك تستطيع أن تتحمّل مسؤوليّة______، أنت رائع في ________، كم أنت جيّد في________، لقد أمضيت وقتًا رائعًا برفقتك، لقد أبهرتني بـ____، أعجبتني________، أنا فخور بك، أنا مسرور لأنّك.......
كما يمكنك استخدام بعض الحركات والإيماءات التّشجيعيّة مثل: التّربيت على الأكتاف، العناق، الابتسام، هزّ الرّأس، مداعبة الشّعر.
المصادر:
www.GetWiseNet.org
childdevelopmentinfo.com
رئيسة قسم المعلوماتيّة التّربويّة
غريس صوّان