إصدارات تربوية

بحث في اهداف التربية السليمة وصحة التلميذ النفسية

صدر عن "دار النهضة العربية" للدكتورة مريم سليم كتاباً بعنوان "علم النفس التربوي" حول اسس علم النفس ومبادئه في الحياة التعليمية وكيفية تحقيق أهداف التربية السليمة في ضوء غلاف لكتاب  "علم النفس النبوي"البرامج والخطط الدراسية المرسومة.حيال مناهجنا التلقينية، اللفظية، والقسوة التي يتسم بها نظامنا التربوي، فإن التلاميذ الذين يعانون صعوبات التعلم تواجههم المدرسة بالرفض والشكوى. والمواد الدراسية التي نقدمها الى تلاميذنا غير مرتبطة بحياة هؤلاء، وكل الابحاث التي تناولت الدماغ في العقود الاخيرة بينت ان التحريض الداخلي والانتباه والاهتمام يعززها ارتباط ما يتعلمه التلميذ فيجد رابطاً بينه وبين  حياته او يساعده في بناء مفاهيم تسعفه في فهم بيئته وتحسين نوعية حياته. كما علينا الا ننسى دور الاسرة في انماء شخصية التلميذ وتعلمه. على الاهل الا ينقلوا قلقهم الى اولادهم، بل على العكس من ذلك، على الاهل نقل الثقة والامان الى الابناء. وترى الباحثة سليم في مجال الاهداف التربوية انه بغض النظر عن المستويات المختلفة للاهداف التربوية لناحيتي التعميم او التخصيص، نجد ان الغاية النهائية من الاهداف التربوية معرفة مدى تحققها في سلوك التلميذ، فالاهداف التربوية تضم الاهداف في المجال المعرفي، والاهداف في المجال الوجداني، والاهداف في مجال النفس حركي، اذ ثمة بعض المجالات الدراسية تتطلب من التلاميذ القيام ببعض الانشطة الجسدية كمجال التربية البدنية والفنية والموسيقية. وتضيف أن البيئة المحيطة بالفرد مليئة بالمثيرات التي تبلغه من طريق الحواس الخمس، غير ان البيئة مجموعة من الاشاعات الضوئية والموجات الصوتية والروائح. الفرد في حال دائمة من البحث عن المعنى ويرى وجوده وبقاءه في قدرته على تكوين معنى للبيئة المحيطة به وموقعه من هذه البيئة.


الجغرافيا الثقافية  لمايك كرانغ في سلسلة "عالم المعرفة" مترجماً الى العربية

"الجغرافيا الثقافية" كتاب جديد للمؤلف مايك كرانغ. وقد ساهمت الجغرافيا الثقافية في اثراء الدراسات الثقافية فأفادت المذاهب الادبية والفكرية كالحداثة وما بعد الحداثة والوجودية أخرىغلاف لكتاب الجغرافيا الثاقفية. ويتضح من القراءة وجوب اهتمام الجغرافيا الثقافية بأشياء بعيدة عن الثقافة العليا وبأساليب الحياة في الغرب قدر اهتمامها بالشعوب النائية وتوزيعها عبر الفضاء وتتبدى لنا ضرورة ربط ما هو اقتصادي بما هو ثقافي، الذي يقول فيه ان المشاهدات التي تمر امامنا ونلاحظها لا يمكننا اعتبارها مجرد معالم مادية. بالوسع كذلك التعامل معها "كنصوص" نستطيع قراءتها فهي تحكي لنا وللسكان معاً قصصاً عن الناس ومعتقداتهم وهواياتهم كما انها ليست ثابتة ولا هي تستعصي على الوصف وقد تعتبر بعض اجزائها من مسلمات الحياة اليومية بينما قد تناقش الاجزاء الاخرى سياساً.ولا تقتصر وظيفة الادب توفيره نسخة عاطفية لمعرفة موضعية في الجغرافيا، بل يمنح الادب طرقاً للنظر الى العالم الذي يظهر سلسلة من مشاهد الذوق والتجربة والمعرفة والقول بذاتية الادب يغفل نقطة اساسية. فهو نتاج اجتماعي بالفعل في ترويجه للافكار وعملية اجتماعية للتعبير، انه وسيلة اجتماعية. فأيديولوجيات ومعتقدات الشعوب والعهود تشكل هذه النصوص وتتشكل بها على السواء. كما يجب علينا الا نعتبر الجغرافيا والادب نوعين مختلفين من المعرفة "واحد تخيلي والآخر واقعي" وانما على الاصح هما فصل واحد من الانواع النصية لاجل القاء الضوء على "دنيوية النصوص الادبية وتخيلية النصوص الجغرافية" على السواء.الكتاب يثير العديد من الاشكاليات التي تعرض لها كرانغ بالشرح والتحليل مثل اشكالية الاحساس بالمكان وتنميته، اشكالية الثقافة القومية العرقية في مقابل الثقافة العولمية، والعديد من الاشكاليات والتي يجد القارئ متعة في تناولها وفهماً واستيعابها يصبح في النهاية موقفًا ما تجاه تلك الاشكاليات.


كتاب جديد عن المعلم بطرس البستاني

صدر الدكتور فايز علم الدين القيس كتاباً تحت عنوان "أثر المعلم بطرس البستاني في النهضة في لبنان" عن دار الفارابي - بيروت 2005 . تضمن عرضاً لانجازات البستاني التربوية التيعلاف لكتاب أثر المعلم بطرس البستاني في النهضة في لبنان ورد فيها اسهامات في انشاء المدارس، وفي الشأن التربوي، وفي الجمعية السورية التي لعب دوراً كبيراً في تحقيق نهضتها الفكرية والادبية والسياسية. ويشير المؤلف الى دوره في التربية والتعليم حيث تعدى تعليم المرسلين الاميركيين والانكليز، وفي الصحافة كان له دور القائد في عصره. فهو المربي المعلم. "لانه رأى ان الامية والجهل سبب كل علة، فكانت "الجنان" 1870 بأبوابها العلمية والادبية الى جانب "الجنة" في حزيران من العام نفسه، والجنينة عام 1871، فضلاً عن خطبه التي تحث على اليقظة والنهضة الوطنية، وتحض على اعطاء المرأة دورها العلمي المناسب الى جانب الرجل. ويرى المؤلف الباحث، اننا نتمثل بسيرة البستاني في التربية والتعليم، كلما ازداد ايماننا بدور التربية في تأسيس بناء وطني سليم تجفو عنه العواصف.

ونقرأ في الكتاب كيف دعا البستاني الى فصل الدين عن الدولة واشار الدكتور فايز علم الدين القيس الى ان التداخل بين الامور المدنية والامور الدينية ضار بالمجتمع ولا يحقق المصالح العامة في بلاد تتعدد فيها المعتقدات الدينية والمذهبية. وقد ادرك المعلم البستاني اهمية الترجمة والتعريب في بعث النهضة العربية الحديثة، مثلما ادرك اهمية المدارس، والمطابع، والصحافة، والتأليف المعجمي والموسوعي. ورأينا في تحليله لعلم اللغة، النظرية التجديدية، التي تقوم على اهمال اللهجات العامية، وعدم ادخال مفرداتها، او مصطلحاتها الى جسم اللغة العربية اذا كان استعمال ما يقابلها ممكناً في اللغة الام. ويمكننا القول ان المعلم بطرس البستاني، كان مصلحاً اجتماعياً وناقداً للعادات والتقاليد وطرح النموذج الوطني فكراً وعملاً من خلال مدرسته الوطنية، ومن خلال دعوته للالفة والمحبة ووحدة المجتمع.

إصدارات تربوية

بحث في اهداف التربية السليمة وصحة التلميذ النفسية

صدر عن "دار النهضة العربية" للدكتورة مريم سليم كتاباً بعنوان "علم النفس التربوي" حول اسس علم النفس ومبادئه في الحياة التعليمية وكيفية تحقيق أهداف التربية السليمة في ضوء غلاف لكتاب  "علم النفس النبوي"البرامج والخطط الدراسية المرسومة.حيال مناهجنا التلقينية، اللفظية، والقسوة التي يتسم بها نظامنا التربوي، فإن التلاميذ الذين يعانون صعوبات التعلم تواجههم المدرسة بالرفض والشكوى. والمواد الدراسية التي نقدمها الى تلاميذنا غير مرتبطة بحياة هؤلاء، وكل الابحاث التي تناولت الدماغ في العقود الاخيرة بينت ان التحريض الداخلي والانتباه والاهتمام يعززها ارتباط ما يتعلمه التلميذ فيجد رابطاً بينه وبين  حياته او يساعده في بناء مفاهيم تسعفه في فهم بيئته وتحسين نوعية حياته. كما علينا الا ننسى دور الاسرة في انماء شخصية التلميذ وتعلمه. على الاهل الا ينقلوا قلقهم الى اولادهم، بل على العكس من ذلك، على الاهل نقل الثقة والامان الى الابناء. وترى الباحثة سليم في مجال الاهداف التربوية انه بغض النظر عن المستويات المختلفة للاهداف التربوية لناحيتي التعميم او التخصيص، نجد ان الغاية النهائية من الاهداف التربوية معرفة مدى تحققها في سلوك التلميذ، فالاهداف التربوية تضم الاهداف في المجال المعرفي، والاهداف في المجال الوجداني، والاهداف في مجال النفس حركي، اذ ثمة بعض المجالات الدراسية تتطلب من التلاميذ القيام ببعض الانشطة الجسدية كمجال التربية البدنية والفنية والموسيقية. وتضيف أن البيئة المحيطة بالفرد مليئة بالمثيرات التي تبلغه من طريق الحواس الخمس، غير ان البيئة مجموعة من الاشاعات الضوئية والموجات الصوتية والروائح. الفرد في حال دائمة من البحث عن المعنى ويرى وجوده وبقاءه في قدرته على تكوين معنى للبيئة المحيطة به وموقعه من هذه البيئة.


الجغرافيا الثقافية  لمايك كرانغ في سلسلة "عالم المعرفة" مترجماً الى العربية

"الجغرافيا الثقافية" كتاب جديد للمؤلف مايك كرانغ. وقد ساهمت الجغرافيا الثقافية في اثراء الدراسات الثقافية فأفادت المذاهب الادبية والفكرية كالحداثة وما بعد الحداثة والوجودية أخرىغلاف لكتاب الجغرافيا الثاقفية. ويتضح من القراءة وجوب اهتمام الجغرافيا الثقافية بأشياء بعيدة عن الثقافة العليا وبأساليب الحياة في الغرب قدر اهتمامها بالشعوب النائية وتوزيعها عبر الفضاء وتتبدى لنا ضرورة ربط ما هو اقتصادي بما هو ثقافي، الذي يقول فيه ان المشاهدات التي تمر امامنا ونلاحظها لا يمكننا اعتبارها مجرد معالم مادية. بالوسع كذلك التعامل معها "كنصوص" نستطيع قراءتها فهي تحكي لنا وللسكان معاً قصصاً عن الناس ومعتقداتهم وهواياتهم كما انها ليست ثابتة ولا هي تستعصي على الوصف وقد تعتبر بعض اجزائها من مسلمات الحياة اليومية بينما قد تناقش الاجزاء الاخرى سياساً.ولا تقتصر وظيفة الادب توفيره نسخة عاطفية لمعرفة موضعية في الجغرافيا، بل يمنح الادب طرقاً للنظر الى العالم الذي يظهر سلسلة من مشاهد الذوق والتجربة والمعرفة والقول بذاتية الادب يغفل نقطة اساسية. فهو نتاج اجتماعي بالفعل في ترويجه للافكار وعملية اجتماعية للتعبير، انه وسيلة اجتماعية. فأيديولوجيات ومعتقدات الشعوب والعهود تشكل هذه النصوص وتتشكل بها على السواء. كما يجب علينا الا نعتبر الجغرافيا والادب نوعين مختلفين من المعرفة "واحد تخيلي والآخر واقعي" وانما على الاصح هما فصل واحد من الانواع النصية لاجل القاء الضوء على "دنيوية النصوص الادبية وتخيلية النصوص الجغرافية" على السواء.الكتاب يثير العديد من الاشكاليات التي تعرض لها كرانغ بالشرح والتحليل مثل اشكالية الاحساس بالمكان وتنميته، اشكالية الثقافة القومية العرقية في مقابل الثقافة العولمية، والعديد من الاشكاليات والتي يجد القارئ متعة في تناولها وفهماً واستيعابها يصبح في النهاية موقفًا ما تجاه تلك الاشكاليات.


كتاب جديد عن المعلم بطرس البستاني

صدر الدكتور فايز علم الدين القيس كتاباً تحت عنوان "أثر المعلم بطرس البستاني في النهضة في لبنان" عن دار الفارابي - بيروت 2005 . تضمن عرضاً لانجازات البستاني التربوية التيعلاف لكتاب أثر المعلم بطرس البستاني في النهضة في لبنان ورد فيها اسهامات في انشاء المدارس، وفي الشأن التربوي، وفي الجمعية السورية التي لعب دوراً كبيراً في تحقيق نهضتها الفكرية والادبية والسياسية. ويشير المؤلف الى دوره في التربية والتعليم حيث تعدى تعليم المرسلين الاميركيين والانكليز، وفي الصحافة كان له دور القائد في عصره. فهو المربي المعلم. "لانه رأى ان الامية والجهل سبب كل علة، فكانت "الجنان" 1870 بأبوابها العلمية والادبية الى جانب "الجنة" في حزيران من العام نفسه، والجنينة عام 1871، فضلاً عن خطبه التي تحث على اليقظة والنهضة الوطنية، وتحض على اعطاء المرأة دورها العلمي المناسب الى جانب الرجل. ويرى المؤلف الباحث، اننا نتمثل بسيرة البستاني في التربية والتعليم، كلما ازداد ايماننا بدور التربية في تأسيس بناء وطني سليم تجفو عنه العواصف.

ونقرأ في الكتاب كيف دعا البستاني الى فصل الدين عن الدولة واشار الدكتور فايز علم الدين القيس الى ان التداخل بين الامور المدنية والامور الدينية ضار بالمجتمع ولا يحقق المصالح العامة في بلاد تتعدد فيها المعتقدات الدينية والمذهبية. وقد ادرك المعلم البستاني اهمية الترجمة والتعريب في بعث النهضة العربية الحديثة، مثلما ادرك اهمية المدارس، والمطابع، والصحافة، والتأليف المعجمي والموسوعي. ورأينا في تحليله لعلم اللغة، النظرية التجديدية، التي تقوم على اهمال اللهجات العامية، وعدم ادخال مفرداتها، او مصطلحاتها الى جسم اللغة العربية اذا كان استعمال ما يقابلها ممكناً في اللغة الام. ويمكننا القول ان المعلم بطرس البستاني، كان مصلحاً اجتماعياً وناقداً للعادات والتقاليد وطرح النموذج الوطني فكراً وعملاً من خلال مدرسته الوطنية، ومن خلال دعوته للالفة والمحبة ووحدة المجتمع.

إصدارات تربوية

بحث في اهداف التربية السليمة وصحة التلميذ النفسية

صدر عن "دار النهضة العربية" للدكتورة مريم سليم كتاباً بعنوان "علم النفس التربوي" حول اسس علم النفس ومبادئه في الحياة التعليمية وكيفية تحقيق أهداف التربية السليمة في ضوء غلاف لكتاب  "علم النفس النبوي"البرامج والخطط الدراسية المرسومة.حيال مناهجنا التلقينية، اللفظية، والقسوة التي يتسم بها نظامنا التربوي، فإن التلاميذ الذين يعانون صعوبات التعلم تواجههم المدرسة بالرفض والشكوى. والمواد الدراسية التي نقدمها الى تلاميذنا غير مرتبطة بحياة هؤلاء، وكل الابحاث التي تناولت الدماغ في العقود الاخيرة بينت ان التحريض الداخلي والانتباه والاهتمام يعززها ارتباط ما يتعلمه التلميذ فيجد رابطاً بينه وبين  حياته او يساعده في بناء مفاهيم تسعفه في فهم بيئته وتحسين نوعية حياته. كما علينا الا ننسى دور الاسرة في انماء شخصية التلميذ وتعلمه. على الاهل الا ينقلوا قلقهم الى اولادهم، بل على العكس من ذلك، على الاهل نقل الثقة والامان الى الابناء. وترى الباحثة سليم في مجال الاهداف التربوية انه بغض النظر عن المستويات المختلفة للاهداف التربوية لناحيتي التعميم او التخصيص، نجد ان الغاية النهائية من الاهداف التربوية معرفة مدى تحققها في سلوك التلميذ، فالاهداف التربوية تضم الاهداف في المجال المعرفي، والاهداف في المجال الوجداني، والاهداف في مجال النفس حركي، اذ ثمة بعض المجالات الدراسية تتطلب من التلاميذ القيام ببعض الانشطة الجسدية كمجال التربية البدنية والفنية والموسيقية. وتضيف أن البيئة المحيطة بالفرد مليئة بالمثيرات التي تبلغه من طريق الحواس الخمس، غير ان البيئة مجموعة من الاشاعات الضوئية والموجات الصوتية والروائح. الفرد في حال دائمة من البحث عن المعنى ويرى وجوده وبقاءه في قدرته على تكوين معنى للبيئة المحيطة به وموقعه من هذه البيئة.


الجغرافيا الثقافية  لمايك كرانغ في سلسلة "عالم المعرفة" مترجماً الى العربية

"الجغرافيا الثقافية" كتاب جديد للمؤلف مايك كرانغ. وقد ساهمت الجغرافيا الثقافية في اثراء الدراسات الثقافية فأفادت المذاهب الادبية والفكرية كالحداثة وما بعد الحداثة والوجودية أخرىغلاف لكتاب الجغرافيا الثاقفية. ويتضح من القراءة وجوب اهتمام الجغرافيا الثقافية بأشياء بعيدة عن الثقافة العليا وبأساليب الحياة في الغرب قدر اهتمامها بالشعوب النائية وتوزيعها عبر الفضاء وتتبدى لنا ضرورة ربط ما هو اقتصادي بما هو ثقافي، الذي يقول فيه ان المشاهدات التي تمر امامنا ونلاحظها لا يمكننا اعتبارها مجرد معالم مادية. بالوسع كذلك التعامل معها "كنصوص" نستطيع قراءتها فهي تحكي لنا وللسكان معاً قصصاً عن الناس ومعتقداتهم وهواياتهم كما انها ليست ثابتة ولا هي تستعصي على الوصف وقد تعتبر بعض اجزائها من مسلمات الحياة اليومية بينما قد تناقش الاجزاء الاخرى سياساً.ولا تقتصر وظيفة الادب توفيره نسخة عاطفية لمعرفة موضعية في الجغرافيا، بل يمنح الادب طرقاً للنظر الى العالم الذي يظهر سلسلة من مشاهد الذوق والتجربة والمعرفة والقول بذاتية الادب يغفل نقطة اساسية. فهو نتاج اجتماعي بالفعل في ترويجه للافكار وعملية اجتماعية للتعبير، انه وسيلة اجتماعية. فأيديولوجيات ومعتقدات الشعوب والعهود تشكل هذه النصوص وتتشكل بها على السواء. كما يجب علينا الا نعتبر الجغرافيا والادب نوعين مختلفين من المعرفة "واحد تخيلي والآخر واقعي" وانما على الاصح هما فصل واحد من الانواع النصية لاجل القاء الضوء على "دنيوية النصوص الادبية وتخيلية النصوص الجغرافية" على السواء.الكتاب يثير العديد من الاشكاليات التي تعرض لها كرانغ بالشرح والتحليل مثل اشكالية الاحساس بالمكان وتنميته، اشكالية الثقافة القومية العرقية في مقابل الثقافة العولمية، والعديد من الاشكاليات والتي يجد القارئ متعة في تناولها وفهماً واستيعابها يصبح في النهاية موقفًا ما تجاه تلك الاشكاليات.


كتاب جديد عن المعلم بطرس البستاني

صدر الدكتور فايز علم الدين القيس كتاباً تحت عنوان "أثر المعلم بطرس البستاني في النهضة في لبنان" عن دار الفارابي - بيروت 2005 . تضمن عرضاً لانجازات البستاني التربوية التيعلاف لكتاب أثر المعلم بطرس البستاني في النهضة في لبنان ورد فيها اسهامات في انشاء المدارس، وفي الشأن التربوي، وفي الجمعية السورية التي لعب دوراً كبيراً في تحقيق نهضتها الفكرية والادبية والسياسية. ويشير المؤلف الى دوره في التربية والتعليم حيث تعدى تعليم المرسلين الاميركيين والانكليز، وفي الصحافة كان له دور القائد في عصره. فهو المربي المعلم. "لانه رأى ان الامية والجهل سبب كل علة، فكانت "الجنان" 1870 بأبوابها العلمية والادبية الى جانب "الجنة" في حزيران من العام نفسه، والجنينة عام 1871، فضلاً عن خطبه التي تحث على اليقظة والنهضة الوطنية، وتحض على اعطاء المرأة دورها العلمي المناسب الى جانب الرجل. ويرى المؤلف الباحث، اننا نتمثل بسيرة البستاني في التربية والتعليم، كلما ازداد ايماننا بدور التربية في تأسيس بناء وطني سليم تجفو عنه العواصف.

ونقرأ في الكتاب كيف دعا البستاني الى فصل الدين عن الدولة واشار الدكتور فايز علم الدين القيس الى ان التداخل بين الامور المدنية والامور الدينية ضار بالمجتمع ولا يحقق المصالح العامة في بلاد تتعدد فيها المعتقدات الدينية والمذهبية. وقد ادرك المعلم البستاني اهمية الترجمة والتعريب في بعث النهضة العربية الحديثة، مثلما ادرك اهمية المدارس، والمطابع، والصحافة، والتأليف المعجمي والموسوعي. ورأينا في تحليله لعلم اللغة، النظرية التجديدية، التي تقوم على اهمال اللهجات العامية، وعدم ادخال مفرداتها، او مصطلحاتها الى جسم اللغة العربية اذا كان استعمال ما يقابلها ممكناً في اللغة الام. ويمكننا القول ان المعلم بطرس البستاني، كان مصلحاً اجتماعياً وناقداً للعادات والتقاليد وطرح النموذج الوطني فكراً وعملاً من خلال مدرسته الوطنية، ومن خلال دعوته للالفة والمحبة ووحدة المجتمع.